أكد محللون أن التدخل الإيراني المباشر لعناصر الحرس الثوري و«حزب الله» في اليمن لنشر الفوضى وزعزعة الاستقرار يأتي وفقاً لمشروع تصدير الثورة إلى الشعوب العربية، الذي ينص عليه الدستور الإيراني، منوهين بأن السعودية أجهضت هذا المشروع الذي يستغل الأقليات الشيعية في العالم العربي، وعملت على مواجهته بإطلاق «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل» في اليمن لإعادة الحكومة الشرعية وعودة الاستقرار إلى البلاد. وأوضح المحلل السياسي اليمني الدكتور محمد عسكر أن التعاون بين «حزب الله» وإيران والحوثي والنظام السوري يتمثل بأشكال عدة، منها الوجه السياسي والاستخباراتي الأمني، والوجه العسكري والتسليحي، معتبراً أن ذلك يدل على وجود مشروع واضح المعالم مقره وقاعدته إيران، يستغل الأقليات الشيعية في العالم العربي لتنفيذ مشروع تصدير الثورة عبر «حزب الله» في لبنان، والحوثيين في اليمن، مبيّناً أن التصدّي لهذا المشروع لم تواجهه بشكل حازم إلا السعودية. وأضاف: «إن المشروع العربي لمواجهة الغطرسة الفارسية لم يكتمل بعد، ومايزال في طوره العسكري، ونحتاج إلى مشروع مقابل يواجه المشروع الفارسي الصفوي الممتد من لبنان حتى اليمن، يتمثل بمشروع حضاري يكون له وجه سياسي، واقتصادي، وعسكري، وأمني، واجتماعي، وشبابي، فالحوثيون إبان احتلالهم العاصمة صنعاء في ال21 من أيلول (سبتمبر) 2014، وبعد حصار الرئيس ونائبه والوزراء ظهرت رسالتان من إيران بشكل واضح وفج، الأولى كانت على لسان أحد كبار المسؤولين الإيرانيين وقوله إن صنعاء العاصمة الرابعة في العالم العربي أصبحت تحت قبضة ولاية الفقيه. الرسالة الثانية كانت من خلال 14 رحلة طيران إيرانية إلى مطار صنعاء بعد التوقيع عليها بين اللجنة الثورية وبين السلطات الإيرانية، إضافة إلى سفينتي جيهان1 وجيهان2 اللتين ضبطتا في ميناء عدن، والكشف عن مصنع متحرك لصنع السلاح في مأرب وغيرها، إلا أن كل ذلك كان غير معلن في وقت مبكر». وأفاد بأن المشروع الإيراني ممتد وطويل منذ 30 عاماً، ونصّ الدستور الإيراني على فكرة تصدير الثورة إلى الشعوب العربية، وكان رد الفعل من السعودية، باعتبارها محور التحرك العربي لمواجهة هذا المشروع. من جانبه، أشار المحلل السياسي اليمني عبدالله المفلحي إلى أن الحوثيين، الذين يتلقون الدعم من إيران و«حزب الله»، كان لديهم مقر دائم في العاصمة صنعاء، وأغلق عندما جاءت الثورة الشبابية في شباط (فبراير) 2011. وقال: «بعد استيلاء الحوثيين على صنعاء أصبح تعاملهم بشكل مباشر مع إيران و«حزب الله»، وكان علي بن أحمد الوزير الموجود في ألمانيا هو السفير غير المقيم للحوثيين ومنسق علاقاتهم، كما أن الكشف عن مدربين وعناصر ل«حزب الله» في اليمن وعلى الحدود السعودية يخططون لاستهداف المناطق اليمنية والسعودية على حد سواء، يأتي في سياق مشروع تصدير الثورة، فإيران تنتهج سياسة عدوانية وسيئة تجاه دول الخليج العربي والمنطقة.