ذكرت صحيفة "غارديان" أن هناك تفسيراً للإحباط والألم المرافق لحالات الانفصال عن الشريك والحزن االشديد، لعدم تمكننا من رؤيته والذي قد يستمر لأسابيع وربما لأشهر أو مدى الحياة في بعض الأحيان. وتابعت الصحيفة أن الوقوع في الحب لا يعتمد في شكل رئيس على الإعجاب بالصفات الخارجية للشريك، موضحة أن هناك أدلة على أن الدماغ ينهج طريقة مختلفة في تكوين هذه المشاعر. وأشارت إلى أن دراسة أنه عندما تعرض صور شركاء أشخاص وصفوا أنفسهم أنهم يحبون، يرتفع نشاط لا علاقة له بالغريزة، في مجموعة مناطق في الدماغ متضمنة القشرة الحزامية الأمامية، والنواة الذنبية. وتابعت أن نشاطاً أقل يحدث في التلفيف الحزامي الخلفي واللوزة العصبية في الدماغ، موضحة أن نشاط التلفيف الحزامي الخلفي غالباً ما يرتبط مع مشاعر الألم، وهو ما يدفع الشخص إلى الشعور بأن وجود الشخص الآخر سيخفف من هذا الألم. وتوضح الدراسة أن اللوزة العصبية مسؤولة عن توليد المشاعر والذاكرة، وخصوصاً السلبية منها مثل الخوف والغضب وهو ما يجعل الشخص يشعر بأنه أقل توتراً وخوفاً مع وجود الشخص الأخر، ولهذا السبب تشير الدراسة إلى أن المرتبطين في علاقات ملتزمة يبدون أكثر استرخاء وأقل انزعاجاً وتأثراً بالمشكلات اليومية. وتتابع الصحيفة أن الدماغ يتقبل جميع المشاعر العميقة والمكثفة ويتكيّف معها بسبب مرونته. وعملياً فإن الدماغ يستثمر في الحفاظ على العلاقة ويتقبل التغيرات فيها تدريجياً، فإذا قمت بإزالة كل هذا في آن واحد، سيكون أثر ذلك سلبياً على الدماغ لأن المشاعر الإيجابية التي نمت ببطء ستتوقف فجأة، موضحة أن الدراسات أكدت أن الألم المرافق لتفكك العلاقة ينشط مناطق الدماغ نفسها التي تعالج الألم الجسدي.