أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، أن إيجاد وخلق فرص العمل للمواطنين يمثل أحد أهداف قطاع السياحة المهمة، مشيراً إلى أن المواطن مقبل بشكل كبير على العمل في المجالات والفرص الوظيفية التي يوفرها قطاع السياحة في المملكة. وشدد على أن السياحة الداخلية تمثل خياراً استراتيجياً لمواجهة تحديات سوق العمل المحلية، ويمكن أن تكون المحرّك الرئيسي المولد لفرص العمل خلال السنوات المقبلة. وقال الأمير سلطان بن سلمان في الورقة التي قدمها في الجلسة الختامية لملتقى التنمية البشرية الأول بعنوان «نحو مجتمع تنموي مبدع»، الذي نظمته كلية الأمير سلطان للسياحة والإدارة في أبها، إن «المملكة دولة سياحية من الطراز الأول، وإن القطاع السياحي في المملكة متى ما تم احتضانه أسوة بالقطاعات الاقتصادية الأخرى ستكون المملكة أهم تجربة سياحية في المنطقة، وستتفوق في استقطاب المواطنين وهم المستهدف الأول». وأشار إلى أن العوائد الاقتصادية من قطاع السياحة كبيرة جداً، وستنتج منه فرص عمل لا تقارن بأي قطاع اقتصادي آخر، معرباً عن تطلعه إلى سرعة إصدار القرارات التي تمكن من الاستثمار في المقومات السياحية الهائلة التي تحتضنها المملكة. وأوضح أن قطاع السياحة مشروع اقتصادي مترابط ومتكامل لتنمية الاقتصاد الوطني، وأنه يوفّر فرص عمل لجميع فئات المجتمع العمرية والتعليمية والمهارية ولا تقتصر على مناطق من دون أخرى، كما يعمل قطاع السياحة على توفير فرص العمل في جميع المناطق في المملكة حتى في البلدات والقرى الصغيرة والصحاري. ولفت إلى أنه ترتبط بالنشاط السياحي المباشر أنشطة كثيرة جداً تشكّل منظومة يحرك بعضها بعضاً، خصوصاً أن مردود الخدمات والمصانع والخدمات تتأثر بالسياحة وتنتج منها فرص عمل أكثر من أي قطاع آخر. وعلى صعيد متصل، قدر تقرير حديث عدد الفرص الوظيفية المباشرة التي سيوفرها قطاع السياحة بالمملكة حتى العام 2014 بنحو 590 ألف وظيفة سياحية مباشرة، مشيراً إلى أن القطاع السياحي وفّر 458 ألف فرصة وظيفية مباشرة بنهاية العام 2009، منها 119 ألفاً للسعوديين، يمثلون 26 في المئة من العاملين في القطاع. وأوضح التقرير الصادر عن المشروع الوطني لتنمية الموارد البشرية السياحية (تكامل) بهيئة السياحة والآثار حول «السياحة وفرص العمل» أن الفرص البالغة 590 ألفاً ستتوزع بين قطاعات وأنشطة عدة، ما بين الإيواء ب 93 ألف وظيفة، والمقاهي والمطاعم ب 307 آلاف وظيفة، والخدمات الترفيهية والجذب السياحي ب 45.6 ألف وظيفة، ووكالات السفر والسياحة ب 11.5 ألف وظيفة، وأخيراً قطاع النقل ب 133 ألف وظيفة. وأشار التقرير إلى القدرة الكبيرة للقطاع السياحي في المملكة على استيعاب أعداد ضخمة من الداخلين إلى سوق العمل، خصوصاً من الفئات العمرية الشابة، إذ يسهم القطاع السياحي في الناتج المحلي ب 2.7 في المئة مقدماً 1.0645 مليون وظيفة بتمويل حكومي قدره 2.4 بليون ريال، مقارنةً بالقطاع الزراعي الذي يسهم ب 2.3 في المئة في الناتج المحلي ويقدم 611 ألف فرصة عمل بتمويل حكومي قدره 269 بليوناً، والقطاع الصناعي الذي يسهم ب 11.3 في المئة في الناتج المحلي مقدماً 467 ألف وظيفة مع تمويل حكومي قدره 360 بليوناً. وفصّل التقرير أعداد العاملين في القطاعات السياحية المختلفة خلال العام 2009 ونسب توطين الوظائف في كل منها، مشيراً إلى أن قطاع المقاهي والمطاعم كان أكبر القطاعات من حيث التوظيف، إذ وظّف نحو 52 في المئة من إجمالي العاملين في قطاع السياحة ولكن بأقل نسبة توطين تبلغ 13 في المئة، يليه قطاع النقل ب 23 في المئة وبأعلى نسبة توطين بلغت 47 في المئة، ثم قطاع الإيواء ب 16 في المئة وبنسبة توطين 29 في المئة، ثم قطاع الترفيه ب 8 في المئة وبنسبة توطين 36 في المئة، وفي المرتبة الأخيرة جاء قطاع وكالات السفر والسياحة ب 2 في المئة من إجمالي الوظائف وبنسبة توطين 36 في المئة.