في خطوة تكرّس تحسن العلاقات بين الولاياتالمتحدةوكوبا منذ استئنافها رسمياً في تموز (يوليو) الماضي، وقّع الجانبان في هافانا أمس اتفاقاً يسمح بنحو 110 رحلات جوية منتظمة يومياً بين البلدين، وهو ما سيحصل للمرة الأولى منذ أكثر من نصف قرن. وقال مساعد وزير النقل الأميركي توماس أنغل: «سيُسمح في مرحلة أولى بتنفيذ الشركات الأميركية 20 رحلة منتظمة يومياً الى هافانا التي تعد سوقاً كبيرة، و10 رحلات يومية الى 9 مدن كوبية أخرى تملك مطارات مخوّلة استقبال الرحلات الدولية، علماً أن هذه الشركات لا تسيّر أي رحلة حالياً. ثم ستدرس الحكومة الكوبية بدقة أي مطالب مستقبلية للإدارة الأميركية في شأن زيادة عدد الرحلات»، مكرراً التزام واشنطن وهافانا تعزيز التعاون «الوثيق أصلاً» في مجال سلامة الطيران والشؤون الأمنية. وبعد توقيع اتفاق استئناف الرحلات التجارية بين البلدين، ستدعو وزارة الخزانة الأميركية الشركات الوطنية إلى تقديم طلباتها ضمن مهلة 15 يوماً، قبل أن تعطي السلطات الأميركية أجوبتها خلال ستة أشهر. وقال براندون بلفورد، مساعد الوزير الأميركي للطيران والشؤون الدولية: «نأمل في اتخاذ قرار قبل الصيف. حينها نستطيع أن نحدد الشركات والمدن الأميركية التي تستطيع تنفيذ رحلات إلى كوبا»، علماً أن السياحة ما زالت محظورة بسبب الحظر التجاري الذي تفرضه الولاياتالمتحدة على كوبا منذ وصول فيدل كاسترو إلى الحكم عام 1960. في المقابل، يجب أن تحصل الشركات الجوية الكوبية على رخص خاصة من الولاياتالمتحدة. وهو «ما لن يتحقق في المستقبل القريب»، كما صرح بلفورد. وتوقفت الرحلات بين كوباوالولاياتالمتحدة قبل 53 سنة، لكن السلطات كانت تسمح ببعض رحلات «تشارتر» المقيّدة بشروط. ومنذ أكثر من سنة، استأنفت الحكومة الكوبية والإدارة الأميركية اتصالاتهما، وبدأتا ورشة كبيرة لتطبيع علاقاتهما، ثم استأنفتا العلاقات الديبلوماسية في تموز. وفي مرحلة رمزية سبقت تقاربهما، أعلنت الحكومة الكوبية والإدارة الأميركية في 11 كانون الأول (ديسمبر) 2014 عودة علاقاتهما البريدية المباشرة.