بعد عام بالتمام على إعلانه عن تقاربٍ مع كوبا؛ جدَّد الرئيس الأمريكي دعوته الكونغرس الواقع تحت سيطرة خصومه الجمهوريين إلى رفع الحظر المفروض على الجزيرة الشيوعية منذ عام 1962، في وقتٍ أعلنت خارجيته عن استئناف رحلات الطيران التجارية المنتظمة بين البلدين. ورأى باراك أوباما، في بيانٍ له مقتضب أمس، أن «بإمكان الكونغرس الإسهام في حياةٍ أفضل للشعب الكوبي برفع حظرٍ هو من مخلَّفات سياسة باءت بالفشل». ويمنع الحظر الأمريكيين من الاستثمار في الجزيرة الشيوعية أو التوجه إليها لأهداف سياحية. وبموجبه؛ تتعرض الشركات التي تملك فروعاً في الولاياتالمتحدة إلى غرامات شديدة في حال تعاملها مع كوبا. ولاحظ أوباما أن «العلم الأمريكي عاد يرفرف فوق سفارتنا في هافانا» وأن «المزيد من مواطنينا باتوا اليوم يزورون كوبا ويقيمون علاقاتٍ مع شعبها، وهو ما لم يحصل خلال السنوات الخمسين الأخيرة». ومع إقراره باستمرار خلافاتٍ مع حكومة هافانا؛ فإنه شدَّد «نطرح هذه المشكلات مباشرةً معهم وسنواصل الدفاع عن حقوق الإنسان التي ندعمها في كل أنحاء العالم». وتناول أوباما المحطات المهمة التي شهِدَها العام الماضي على مستوى العلاقات بين العدوَّين السابقين من حقبة الحرب الباردة؛ فأقرَّ بأن «عدداً من العقبات لا يزال قائماً» وبأن «التغيير لا يمكن أن يحصل بين ليلةٍ وضحاها». لكنه رأى أن «الأشهر ال 12 الأخيرة تثبت التقدم الذي يمكن تحقيقه حين نختار طريق مستقبل أفضل»، متعهداً بالاستمرار في هذا الاتجاه خلال السنة المقبلة الأخيرة من ولايته الثانية. وبلهجةٍ واضحة؛ أعرب أوباما عن رغبته في زيارة كوبا قبل انتهاء ولايته في يناير 2017. لكنه لفت إلى استحالة إتمام هذه «الزيارة التاريخية، إلا في حال تسجيل تقدم فعلي على صعيد الحريات الفردية». في هذه الأثناء؛ كشفت وزارة الخارجية في إدارته عن اتفاق الولاياتالمتحدةوكوبا على استئناف الرحلات الجوية التجارية المنتظمة بين البلدين. وتزامن ذلك مع حلول الذكرى السنوية الأولى لقرار خصمي الحرب الباردة السابقين بتطبيع العلاقات بينهما. ويمهد الاتفاق الذي توَّج مفاوضاتٍ استمرت أشهراً الطريق أمام شركات الطيران الأمريكية لبيع تذاكر لرحلات إلى كوبا بشكل مباشر على مواقعها الإلكترونية، كما يمهد لنمو قطاع السياحة والأعمال في الجزيرة الشيوعية.