بدأت ألمانيا بإنشاء الشبكة الأولى للطرق السريعة مخصصة لركوب الدرجات الهوائية تربط بين مدينتي دويسبورغ وهام. وتغطي في مرحلتها الأولى مسافة 62 ميلاً (حوالى 100 كيلومتر). وأفاد موقع «سيتي لاب» أن ألمانيا أطلقت مشروعاً جديداً للطرق الخاصة بسير الدرجات الهوائية، لافتاً إلى أن المسافة الجاهزة من الطريق لم تتجاوز خمسة كيلو متر إلى الآن. وأوضح الموقع أن المؤسسة القائمة على إنجاز المشروع اطلقت عليه اسم «الطريق السريع»، مشيراً إلى أن الطريق يُعد مشروعاً طموحاً لا يمكن إنكاره. واختارت المؤسسة مكاناً مناسباً لمشروعها الجديد والذي يوفر طريقاً آمناً للدراجات بعيداً عن أماكن تواجد السيارت. وبلغ عرض الطريق أربعة أمتار، ما يتيح للراكبين القدرة على التجاوز. واستخدم في المشروع الجديد إحدى طرق السكك الحديد القديمة التي خرجت عن الخدمة منذ زمن بعيد، ما يوفر لراكبي الدراجات سهولة التنقل والأمان على الطرقات. ويُعد مشروع طريق الدراجات الهوائية حجر الأساس في بناء شبكة مواصلات وطنية بديلة عن خدمة السيارات، وتسعى المؤسسة من خلاله لتطوير شبكة تغطي المدن الألمانية كافة في المستقبل. وقالت المؤسسة القائمة على المشروع، إن إنجاز المرحلة الأولى من شبكة الطرق الجديدة، سيوقف حوالى 50 ألف سيارة تستخدم الطرقات يومياً. واضافت: «سيوفر المشروع الجديد خدمة التنقل لإثنين مليون شخص من المقيمين في المناطق الممتدة على طول الطريق السريع المخصص للدراجات الهوائية، من دون الحاجة إلى استخدام السيارات في إنجاز مهماتهم اليومية». وأصرت ألمانيا على الانضمام إلى طليعة البلدان التي أسست طرقاً خاصة للدراجات الهوائية، على رغم إنشائها الشبكة الأولى للطرق والتي تسمح بقيادة السيارات بسرعات عالية في العالم. ويتطلب إنجاح المشروع رصد موازنات مالية من حسابات بعض البلديات والمدن التي سيقدم لها الطريق خدمات مختلفة، لتغطية كلفته والتي بلغت 180 مليون يورو (حوالى 202 مليون دولار). وتواجه خطة مشروع طريق برلين السريع والتي تربط بين وسط المدينة وجنوب غربها، معارضة شديدة من بعض الجهات، والتي قالت إن «الطريق مناسب للإستخدام في أجواء الطقس الجيدة، ولن يخفف الضغط المترتب على استخدام سكك الحديد». في سياق متصل، أظهرت دراسة نُشرت نتائجها في مجلة «معهد الإشراف الصحي» وهو هيئة فرنسية تُعنى بمجال الصحة العامة، أن «فوائد الدراجة الهوائية للصحة أكبر بكثير من المخاطر المرتبطة بها». وقيمت دراسة أجريت بقيادة الباحثة الفرنسية اودري دو نازيل، التأثير العام لخفض الرحلات بالسيارات على الصحة لاعتماد وسائل نقل «نشطة» أكثر مثل الدراجة الهوائية والمشي والنقل العام. وحللت الدراسة تأثير اعتماد شبكة بلدية للدراجات الهوائية بالخدمة الحرة اعتباراً من العام 2007، على بعض مشاكل الصحة من أمراض وعائية - قلبية وخرف وسكري من النوع الثاني وسرطاني الثدي والقولون. ورأت أيضاً أن هذه الشبكة «سمحت من خلال زيادة النشاط الجسدي للأفراد بتجنب وفاة 12 شخصاً في السنة في مقابل ارتفاع سنوي قدره 0.03 في عدد الوفيات بسبب حوادث السير و0.13 سنوياً بسبب تنشق كميات أكبر من الملوثات».