رفض قادة دول مجلس التعاون الخليجي خلال اجتماعهم التشاوري ال 11 في الرياض أمس حصول تقارب إيراني - أميركي على حساب مصالح دولهم. وناقش القادة في القمة «التشاورية» دعوة الرئيس الأميركي أوباما لتحسين علاقات بلاده مع إيران، مؤكدين ترحيبهم بأي حوار بين الدول. وقال الأمين العام للمجلس عبدالرحمن العطية في مؤتمر صحافي بعد القمة أن دول الخليج تؤمن بلغة «الحوار» والتفاهم الديبلوماسي لكن ليس على حساب المصالح الاستراتيجية العربية أو المصالح الخليجية، متمنياً ألا تكون هذه التحركات على حساب الأمة العربية. وأقر قادة دول مجلس التعاون الخليجي أمس في قصر الدرعية في الرياض اختيار العاصمة السعودية الرياض مقراً لمجلس الاتحاد النقدي الذي يؤسس لإنشاء البنك المركزي الخليجي عقب استكمال ترتيباته القانونية والتشريعية. وأكد العطية وجود رؤية قطرية تنادي بتفعيل دور المجلس، مشيراً إلى وجود تأييد كامل لهذه الرؤية وإنشاء لجان للنظر فيها من وزراء الخارجية وعقد اجتماعات عدة لوضع تصور حول هذه الرؤية التي تتركز على العمل العسكري والأمني والاقتصادي، إضافة إلى المشاريع المرتبطة بالاتحاد النقدي. وكشف العطية عن ان تعليق مفاوضات المنطقة التجارية الحرة مع الاتحاد الأوروبي سببه رفض دول الخليج إقحام الاتفاق في قضية السلام العربية - الإسرائيلية. وقال: «الاجتماع التشاوري الخليجي استعرض ما تم إنجازه في شبكة سكة الحديد والربط الكهربائي الذي بدأ في مرحلته الأولى بين السعودية والكويت والبحرين وبقية دول الخليج». وأضاف: «في عام 2011 سيتم ربط جميع شبكات الكهرباء بين دول الخليج وتحقيق تصاعد تكاملي، وكذلك في شبكة سكة الحديد على اعتبار حيويتها وإسهامها في دفع زيادة حجم التجارة بين دول الخليج وحركة النقل». وشدد الأمين العام للمجلس على عدم صدور أي قرار يتعلق بالعملة النقدية الموحدة حتى الآن، مؤكداً أن الاتفاق على خطوات عدة تسبق التطبيق يلقي بالمسؤولية على المجلس النقدي لتحقيق الاتحاد النقدي. وأضاف: «تم الاتفاق على المجلس النقدي على أن يكون في مدينة الرياض، وسيتم الإعلان لاحقاً عن تفاصيل هذا الاتفاق، ودول المجلس حريصة على ترجمة الرغبات التي أكد عليها النظام الأساسي، وسيتم الاستمرار في استكمال متطلبات الاتحاد النقدي الأخرى من قانونية وتشريعية ومؤسساتية والتصديق على اتفاق الاتحاد النقدي الذي أقر في مسقط في ديسمبر الماضي». وفي ما يتعلق بالملف النووي الإيراني قال العطية: «كما صرّح الإيرانيون أن هذا البرنامج للأغراض السلمية - وقد عبّرنا عن ذلك أننا ضد أي برنامج نووي إيراني أو غيره يؤدي إلى ابتزاز أو لأغراض لا نتمناها، ونأمل في الوقت نفسه أن تحلّ أية أزمة بين إيران والغرب، من خلال الحوار الديبلوماسي، وهناك تباين بين المواقف الأميركية والأوروبية والأخيرة فيها شيء من الليونة، كما أن هناك تحركاً إيجابياً من الولاياتالمتحدة تجاه إيران نأمل ألا تكون على حساب مصالح الأمة العربية وتحديداً مصلحة الخليج. مضيفاً: «لن نسمح بتهديد أي دولة في المنطقة بما فيها إيران مع تأكيدنا على حق إيران في امتلاك الطاقة السلمية». وفي ابو ظبي ذكرت «وكالة انباء الامارات» ان الوفد الاماراتي برئاسة نائب رئيس الدولة حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في القمة «تحفظ عن اختيار الرياض مقرا للمصرف المركزي الخليجي».