أكد مصدر مسؤول في وزارة الثقافة والإعلام ل«الحياة» أن الوزارة لم تمنع «الشيلات»، على إثر تداول خبر يفيد بأن «أمراً صدر بإيقاف جميع استوديوات الشيلات وأنشطتها في السعودية حتى إشعار آخر» بسبب شيلة ظهرت فيها تجاوزات لفظية. وانتشر في الآونة الأخيرة فن «الشيلة» بشكل كبير، وهو عبارة عن نوع من الحداء، والتغني بالشعر، في حين تختلف الشيلة عن الموال والغناء، إذ إن الموال تكثر فيه أحرف المد، أما الغناء فيكون بالآلات الموسيقية، والشيلة أقرب للغناء الخالي من الموسيقى. وبدأ اهتمام الشعراء بما يسمى ب«الشيلة» للقصيدة أو التغني بها أخيراً بشكل واسع، وأصبح بعضهم يصوغ القصيدة وعندما يرغب إطلاع الآخرين عليها يقوم بإلقائها أمامهم بطريقة «الشيلة» وهو سلوك لم يكن شائعاً ومنتشراً في وقت سابق، فيما أصبح في وقتنا الحاضر محبوباً لدى بعض المستمعين، إذ إنهم ينظرون للحن ولا ينظرون إلى قوة القصيدة أو جودتها، لذلك برز شعراء كثر بسبب قصيدة واحدة تحولت ل«شيلة» تنشد في كل مكان، بينما أصبح أسلوباً متخذاً في بعض القنوات الشعبية. وتحولت الشيلات اليوم إلى أحد أنجح السبل لنشر القصيدة وانتشارها مُتفوقة بذلك على وسائل مُتاحة كان لها جدواها في الماضي القريب، كالنشر في الصحف والمجلات الشعرية، أو الشبكة العنكبوتية، أو إلقاء القصيدة من خلال برنامج أو أمسية. وعلى رغم اقتحام الكثير لميدان الإنشاد سعياً وراء الشهرة والتكسب، إلا أن «الذائقة» كان لها القرار الأقوى في حسم أمر الشيلة وتعزيز حضورها في الأوساط المتدينة بشكل خاص بسب خلوها من الموسيقى، فيما نفر البعض منها بسبب موجة ظهورها المفاجئة التي غزت كل الأوساط، وأهازيجها الصادرة من السيارات في كل مكان، وإسهامها في نشر ثقافة «المفاخرة المبالغ فيها».