قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن المعارضة السورية وحلفاءها تلقوا تطمينات كتابية من الأممالمتحدة بتطبيق القرار 2254، وخصوصاً الفقرات 12 و13 المتعلقة بالمساعدات الإنسانية، ووقف القصف العشوائي، مبيناً أن هذه النقاط لا يمكن التفاوض عليها. وجدد الجبير خلال مؤتمر صحافي مع نظيره التركي مولود تشاويش أوغلو في الرياض أمس (الأحد) أن «المفاوضات بين النظام والمعارضة السورية ستبدأ بناءً على صيغة جنيف 1، الذي ينص على نقلٍ كامل للسلطة وبناء مستقبل جديد وسورية جديدة لا يكون لبشار الأسد دور فيها». وشدد وزير الخارجية السعودي على أن دور المملكة هو دعم المعارضة السورية في التفاوض وليس الضغط عليهم، وقال: «دورنا ألا نضغط عليهم وإنما نوفر لهم كل الدعم الذي يمكن أن نقدمه لهم، والتشاور معهم وبحث الخيارات الأفضل للتحرك للأمام ومساعدتهم للوصول إلى ما نرى أنه الطريقة الأكثر فعالية، وبالتالي أركز على أن دورنا هو دعم السوريين وليس إقناعهم أو ممارسة الضغط عليهم، وهذا ما فعلناه منذ بداية النزاع وسنستمر في فعله حتى يحققوا الأهداف التي يطمحون إليها في سورية جديدة من دون بشار الأسد». وأضاف «نعبّر عن تقديرنا لموقف تركيا الشجاع والنبيل لدعم المعارضة السورية، ونعبّر عن تأييدنا لحق تركيا في الدفاع عن أراضيها بالأسلوب الذي تراه مناسباً، فالسعودية وتركيا تعملان جنباً إلى جنب في دعم المعارضة السورية في كل المجالات، وموقفنا واحد وداعم للسوريين بشكل مباشر أو من خلال اجتماعات فيينا ونيويورك، ودعمنا للمعارضة السورية قوي جداً وسيستمر». ولفت الجبير إلى أنه «تم بحث مجلس التنسيق الاستراتيجي بين البلدين، الذي اتفق عليه بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ووضعنا النقاط على الحروف في هذا الموضوع الذي يعد في مراحله النهائية وسيتم التوقيع عليه قريباً». من جانبه، دعا أوغلو إيران أن تتراجع عن البعد الطائفي في المنطقة، محذراً من خطورة ذلك، وأشار بقوله: «تباحثنا في جميع المسائل، وخصوصاً الملف السوري وموضوع إيران، نحن ضد الطائفية وهي خطرة جداً لذلك يجب على إيران أن تتنازل وتتراجع عن هذا البعد الطائفي ونحن نذكر ذلك داخل المحافل الدولية». وحول عملية السلام في جنيف، قال وزير الخارجية التركي: «نحن مع السعودية في دعم هذا الملف بشكل كبير، ونرى أن النقاط التي وضعتها المعارضة في مكانها، إذ يجب رفع الحصار عن الشعب السوري أولاً، وتقديم الدعم الإنساني لهم، إضافة إلى تفعيل الهدنة». وأضاف: «المعارضة ترغب في رؤية خريطة طريق واضحة، وترغب في تطبيق على أرض الواقع لقرار مجلس الأمن مع تنفيذ تعهدات الأمين العام للأمم المتحدة، فالمفاوضات يجب أن تبدأ من موضوع الانتقال السياسي ورفع الحصار والمساعدات الإنسانية». وأكد وزير الخارجية التركي أن تركيا والعالم الإسلامي يعتبرون مصر دولة مهمة في الشرق الأوسط والشعب المصري شقيق لنا، وشدد على أن «استقرار مصر مهم بالنسبة للقضية الفلسطينية أيضاً، ونحن لم نتخذ أي قرار ولم نخطُ أي خطوة سلبية تجاه مصر، وبالتالي نتمنى أن تتجاوز مصر جميع المشكلات في الإطار السلمي وسندعم هذه العملية». وأضاف: «أنا ألتقي في المحافل الدولية مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، وسنستمر في اللقاء كزملاء، نريد أن نطبّع العلاقة مع مصر، فالأمر لا يعود علينا فقط، لكن القيادة المصرية أيضاً يجب أن تخطو خطوات وأن تحل مشكلاتها الداخلية، والسعودية تطرح أفكارها بشكل صريح وهو موقف مهم وإيجابي نشكرها عليه». وأكد الوزير التركي أن الاختراق الروسي الأخير للأجواء التركية مثبت ليس فقط من السلطات التركية وإنما من حلف الناتو كذلك، واستطرد: «قمنا باستدعاء السفير الروسي لوزارة الخارجية التركية، وقلنا في حال تكرار هذا الاختراق يجب عليهم أن ينتظروا ماذا سنفعل».