وصف وزير الخارجية عادل الجبير مجلس التنسيق الاستراتيجي بين السعودية وتركيا، بأنه «خارطة طريق» شاملة تثبّت العلاقات بين البلدين، وتسمح لقيادتيهما أن تكون لهما رؤية على مجمل العلاقات. وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو أمس: إن المجلس يحتوي على عدة مسارات؛ أمني وسياسي واقتصادي وتعليمي وصحي وزراعي. ولفت الجبير إلى أن السعودية وتركيا أكبر دولتين اقتصاديتين في الشرق الأوسط، وتنظران إلى التحديات الإقليمية بشكل متطابق، مؤكدا أنهما تعملان لتوفير الأمن والاستقرار لسحب البساط من تحت التطرف والإرهاب، وتحسين أوضاع شعبيهما والحرص على التنمية الداخلية والازدهار الاقتصادي. وأكد الجبير أن السعودية وتركيا تعملان جنبا إلى جنب في دعم المعارضة السورية في كل المجالات، وأن مواقفهما واحدة لدعمها. وحول التطمينات التي تعطى للمعارضة السورية قال الجبير: لا نعطي تطمينات للمعارضة، والتطمينات قدمت لهم ولنا. ولفت إلى أن التطمينات التي حصلوا عليها من الأممالمتحدة بقرار 2254 بفقرة 12و13 بالنسبة للمساعدات الإنسانية والقصف العشوائي لا يمكن التفاوض عليها، والتطمينات بفتح المساعدات الإنسانية التي قدمتها الدول العظمى، وأن المفاوضات تبدأ بصيغة جنيف1 التي ستكون لها سلطة كاملة بعيدا عن الأسد ودستور جديد وسورية جديدة لا يكون فيها للأسد أي دور. وأضاف وزير الخارجية:«دورنا توفير الدعم للمعارضة وعدم الضغط عليهم، والتشاور معهم ومراجعة الخيارات الأفضل ومساعدتهم للوصول لقرارات أكثر فاعلية»، لافتا إلى أن المعارضة كانت جاهزة لجنيف، لكن بعض البلدان طلبوا من المعارضة أن تتوسع، واقترحوا مجموعات إرهابية أو مجموعة تساند إيران للانضمام إلى المعارضة، وهو ما رفضته ونحن دعمنا موقفها بصورة واضحة، وطلبنا منهم الذهاب إلى جنيف ووضع شروطهم لبدء المفاوضات، ومن الممكن أن يغادروا في أي وقت إذا لم تطبق تلك المطالب. وجدد الجبير التأكيد على أهمية محاربة الإرهاب والتصدي للأعمال العدوانية الإيرانية والتدخل الإيراني في شؤون المنطقة. من جهته قال الوزير التركي: «إنه جرى بحث موضوع تفعيل اتفاقية مجلس التنسيق الاستراتيجي وسنقوم بالتوقيع عليها مستقبلا، وسنقوم بتفعيل هذه الآلية لصالح البلدين»، وأفاد أنه تم بحث موضوع إيران، والتأكيد على أننا ضد الطائفية، ويجب على إيران أن تتنازل أو تتراجع عن هذا الموقف الطائفي، معربا عن شكره للسعودية نظير الجهود المبذولة التي تقوم بها في موضوع المعارضة السورية، وأكد أنه يجب رفع الحصار عن المواطنين السوريين، وتقديم الدعم الإنساني لهم، منوها بتقارب المواقف بين تركيا والمملكة. وشدد على أن تركيا تدعم طلب المعارضة للهدنة وتفعيلها مع المفاوضات في جنيف. وحول اختراق روسيا لمجال تركيا الجوي قال أوغلو: «رغم أننا قمنا بتحذير الطائرة الروسية باللغتين التركية والروسية، إلا أنهم اخترقوا الأجواء، وهذا ليس تحذيرا تركيا وإنما تحذير من حلف الناتو عبر المركز الإسباني، وقمنا باستدعاء السفير الروسي إلى وزارة الخارجية وحذرنا من تكرار الاختراق». فيما عبر الوزير الجبير عن تأييده حق تركيا في الدفاع عن أراضيها بالأسلوب الذي تراه مناسبا. وردا على سؤال ل«عكاظ» حول تقارب مصر وتركيا، أفاد أوغلو أن مصر بالنسبة لتركيا والعالم الإسلامي والشرق الأوسط دولة مهمة، والشعب المصري شعب شقيق، واستقرار مصر مهم بالنسبة للقضية الفلسطينية، متمنيا أن تتجاوز مصر جميع المشاكل في إطار سلمي، مقدما شكره وتقديره للسعودية لموقفها الإيجابي بهذا الخصوص.