قدم الاتحاد، عميد الاندية السعودية، موسماً مخيباً محلياً وآسيوياً اخفق فيه تماماً في الخروج بأي لقب بعد ان ودع تباعاً جميع البطولات التي شارك فيها. وتبقى فقط بطولة كأس النخبة المحلية إذ يخوض فيها اليوم الاثنين مبارة مع الشباب في اياب نصف النهائي بعد ان كان تغلب عليه ذهاباً 2-صفر. وودّع الاتحاد الاربعاء الماضي دوري ابطال اسيا لكرة القدم مجبراً بعد خسارته في ايران امام مضيفه ذوب أهن اصفهان بهدف من دون مقابل ليواصل سلسلة نتائجه المخيبة لآمال جماهيره منذ خسارته نهائي النسخة السابقة امام بوهانغ ستيلرز الكوري الجنوبي، ليعود ويفرط بلقب الدوري المحلي لمصلحة غريمه الهلال بفضل اهتزاز مستوى لاعبيه وتغيير مدربه الارجنتيني غابريال كالديرون. استعان الاتحاد بالارجنتيني الآخر انزو هكتور على امل العودة السريعة والنهوض مجدداً بالفريق، الا ان عامل الوقت لم يسعفه. دعم «العميد» صفوفه في فترة الانتقالات الشتوية بضم المهاجم الجزائري عبدالمالك زيايه في خط الهجوم لتعويض غياب مهاجمه نايف هزازي الذي شهدت مباراة ذوب آهن عودته الآسيوية بعد تعافيه من الاصابة التي ابعدته عن الملاعب ستة اشهر. إخفاق الاتحاد في البطولة الآسيوية لم يكن الاول من نوعه للفريق هذا الموسم، اذ سبق ان ودع جميع بطولات الموسم تباعاً بداية من الدوري مروراً بكأس الامير فيصل بن فهد وصولاً لكأس ولي العهد، وامامه كأس النخبة لحفظ ماء الوجه، لكنه سيقابل الهلال او النصر في النهائي في حال تجاوز الشباب مجدداً في دور الاربعة. سلسلة الاخفاقات التي مر بها الاتحاد زادت من حجم المشكلات الادارية الكبيرة التي طفت على السطح في بداية الصيف الماضي جراء انتخابات مجلس ادارة النادي والتي مرت بمرحلة مد وجذر واعتراضات وانسحابات وفاز فيها خالد المرزوقي بمقعد الرئاسة. امتدت المشكلات لمعسكر الاتحاد في فالنسيا الذي قدم فيه الفريق مباراة قوية بتعادله مع ريال مديد، وحينها رفض صانع العاب الفريق محمد نور الانضمام الى المعسكر الا بعد وقت متأخر لكن كالديرون عالج لاحقاً جميع الخلافات. وعلى رغم احتفاظ الاتحاد بالقوام الاساسي لفريقه مع تطعيمه ببعض اللاعبين الجدد امثال راشد الرهيب المنتقل من الاتفاق على سبيل الاعارة والمحافظة على سياسته التي انتهجها في الموسم الماضي بالتعاقد مع المحترفين العرب حيث جدد تعاقده مع العماني احمد حديد والمغربي هشام ابو شروان واستبدل المصري عماد متعب المصاب بالتونسي محمد امين الشرميطي القادم من هرتا برلين الالماني، كما ضم الجزائري عبدالملك زيايه لاحقاً، لكن الفريق لم يتمكن من المحافظة على تألقه للموسم الثاني على التوالي. ومن العوامل التي ساعدت على عدم مواصلة الفريق تألقه بعد تربعه على صدارة الدوري المحلي في المراحل الثلاث الاولى عدم الاستقرار الفني بعد الإشاعات التي طاولت كالديرون من حيث استمراره من عدمه والاستعانة بحسن خليفة الى حين التعاقد مع مدرب الشباب السابق انزو هكتور. يتمتع الفريق الاتحادي بقدرات فنية مميزة لما يضمه من لاعبين يجمعون بين حماسة الشباب والخبرة فيضم مجموعة من العناصر الدولية امثال محمد نور وحمد المنتشري واسامة المولد ورضا تكر وصالح الصقري ومناف ابو شقير والحارسين مبروك زايد وتيسير آل نتيف وطلال المشعل وسعود كريري، إضافة الى اللاعبين الشباب كعبدالعزيز الصبياني وسلطان النمري وباسم المنتشري شقيق حمد. هناك مطالبات في الاتحاد بإجراء جراحة تجديد للفريق خصوصاً في ملف المحترفين في ظل ابتعاد احمد حديد وبو شروان عن المستوى الذي ظهرا عليه في الموسم الماضي، كما ان الشرميطي لم يقدم مستوى مميزاً، وكان الاستثناء الوحيد عبدالمالك زيايه الذي لم يشارك امام ذوب آهن بداعي الايقاف وكان لغيابه تأثيره الواضح في هجوم الفريق. هذا فضلاً عن ابتعاد بعض اللاعبين الاخرين عن مستواهم ايضاً ابرزهم سعود كريري ومحمد نور واسامة المولد وحمد المنتشري افضل لاعب في آسيا عام 2006 واهتزاز مستوى مبروك زايد. المدرب انزو هكتور اعتبر ان «حظ فريقه كان سيئاً بعد ان اوقعته القرعة الآسيوية في مجموعة صعبة تسببت بخروجه مبكراً»، مضيفاً: «في حينها كان الوحدة يتصدر الدوري الاماراتي وذوب آهن يحتل الوصافة في الدوري الايراني وبونيودكور توج بطلاً في اوزبكستان، ومن هنا تكمن الصعوبة التي أتحدث عنها». الاصابات لعبت دورها السلبي في خفوت بريق الفريق الاتحادي بعد إصابة المهاجم نايف هزازي فاربكت حسابات كالديرون في البداية حيث كان يعد من الدعامات الأساسية في هجوم العميد، ولا سيما بعد تألقه واستعادة شهيته التهديفية في الأسابيع الأولى من الدوري اذ أحرز هاتريك في مباراة القادسية.