منذ تحريضه على المسلمين ودعوته إلى حظر دخولهم الولاياتالمتحدة، بات دونالد ترامب الذي يسعى إلى الفوز بترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية، محط سخرية في العالم، بعد مشادة كلامية له مع الأمير ورجل الأعمال السعودي الوليد بن طلال. وساهم ذلك، وعوامل أخرى داخلية، في تراجع ترامب إلى المركز الثاني بعد السيناتور تيد كروز، في ولاية آيوا المحورية عشية مناظرة ساخنة بين المرشحين الجمهورين اليوم. ترامب تلاسن مع الوليد بن طلال على موقع «تويتر» الذي يملك الأمير السعودي 5 في المئة من أسهمه. وبدأ التلاسن بتغريدة للوليد بن طلال ورد فيها: «دونالد ترامب، أنت عار، ليس فقط على الحزب الجمهوري، بل على كل أميركا. انسحب من السباق لأنك لن تفوز يوماً». التغريدة أعاد نشرها أكثر من 24 ألف مستخدم للموقع، كما تناقلتها غالبية وسائل الإعلام الأميركية. وردّ ترامب بهجوم شخصي على الوليد بن طلال، ورد فيه: «الأمير البائس الوليد بن طلال يريد أن يتحكّم بالساسة الأميركيين، بأموال والده. لن ينجح في ذلك حين أُنتَخَب رئيساً». وأعاد التغريدة 7 آلاف مستخدم. وجمعت ترامب والوليد بن طلال علاقة مهنية طويلة، اذ إن الأمير السعودي هو الشخصية ال 34 الأكثر ثراءً في العالم، ولديه استثمارات ضخمة في نيويورك. وأنقذ الوليد بن طلال المرشح الجمهوري عام 1995 من إفلاس محتّم، بشرائه فندق «بلازا» في مقابل 325 مليون دولار. وحاول ترامب التخفيف من حدة تصريحاته، بزعمه أمام حشد انتخابي أن بعضاً من أصدقائه المسلمين مسرور من مواقفه. واعتبر أن تلك التصريحات «مهمة بالنسبة إلى المسلمين»، لافتاً إلى أن شخصية «مهمة جداً» من الشرق الأوسط اتصلت به لتؤكد ذلك. ورفض تشبيهه بالزعيم النازي أدولف هتلر أو اتهامه بإثارة خوف من المسلمين. وعكست استطلاعات للرأي تراجعاً كبيراً لترامب في ولاية آيوا حيث ينطلق التصويت في الانتخابات التمهيدية لمرشحي الحزب الجمهوري، مطلع شباط (فبراير) المقبل. وكشف استطلاع للرأي أعدّته وكالة «بلومبرغ» تقدّم كروز على ترامب بفارق 10 نقاط ونسبة 31 في المئة في الولاية المحورية في السباق، اذ تعكس توجّه الإنجيليين، وتقرر اتجاه المنافسة وزخمها. ويُعتبر كروز من المرشحين الأقرب إلى اليمين المتشدد، ومن الأصوات الأكثر صخباً في الحزب الجمهوري في الدفاع عن إسرائيل وانتقاد الرئيس باراك أوباما واستراتيجية محاربة تنظيم «داعش». لكن ترامب يبقى متقدماً في ولايات نيوهامبشير وساوث كارولاينا وفلوريدا، ما يثير ذعراً لدى أوساط المؤسسة الجمهورية، وقد يؤدي إلى انسحاب أسماء مخضرمة من السباق، لحشد الأصوات وراء مرشح اكثر اعتدالاً، مثل السيناتور ماركو روبيو. وستكون مناظرة اليوم حاسمة بالنسبة إلى مرشحين، مثل الحاكم السابق لولاية فلوريدا جيب بوش وحاكم نيوجيرسي كريس كريستي، اذ إن فشلهما في تقديم أداء قوي قد يعني خروجهما من السباق. وتبقى المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون المستفيد الأبرز من صعود ترامب وضياع الجمهوريين، لتثبيت موقعها ضد تشدد اليمين، وإثبات أنها الأجدر بالرئاسة والأكثر حظاً وفق استطلاعات الرأي.