قبل 17 يوماً من فتح صناديق اقتراع الانتخابات الرئاسية التمهيدية للحزبين الجمهوري والديموقراطي في ولاية أيوا الأميركية، شهدت مناظرة المرشحين الجمهوريين مواجهة ساخنة سقطت فيها المحرمات وعلا الصراخ بين البليونير دونالد ترامب الذي يتصدر استطلاعات الرأي ومنافسه الأول تيد كروز وكذلك ماركو روبيو صاحب المركز الثالث الذي صعدت نجوميته في المناظرة، في مقابل تراجع وهج باقي المرشحين وبينهم جيب بوش وبن كارسون. ومع توقع فوز كروز في ولاية أيوا التي تفتتح الاقتراع التمهيدي في الأول من شباط (فبراير) المقبل، واكتساح ترامب منافسيه في ولاية نيو هامبشير، حيث يتقدم عليهم بفارق أكثر من عشر نقاط، يرى بعض الجمهوريين أن الوقت فات لتفادي «نكسة» خسارة الانتخابات أمام هيلاري كلينتون على الأرجح التي تتصدر استطلاعات مرشحي الحزب الديموقراطي. وحضر الشرق الأوسط بقوة في المناظرة الجمهورية وسط انتقادات عاصفة للرئيس باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري في شأن إيران بسبب صور لبحارة أميركيين راكعين على متن الزورق الذي احتجزته البحرية الإيرانية لمدة 21 ساعة الثلثاء الماضي. وقال كروز: «الأكيد أن أميركا لن تركع إذا أنتخب أي منا رئيساً»، فيما اعتبر ترامب أن «الجنود ركعوا بسبب أسوأ اتفاق في التاريخ وقعناه مع إيران التي سنمنحها 150 بليون دولار». ودارت المشادة الكلامية الأعنف بين ترامب الذي يتصدر الاستطلاعات ومنافسه الأول كروز الذي قال ترامب أنه «غير مؤهل لخوض السباق لأنه مولود في كندا ما يتعارض مع الدستور الأميركي». ورد كروز بأن ترامب «يشعر بخوف من تراجع أدائه في استطلاعات الرأي فقرر اختلاق أزمة للاحتفاظ بالمرتبة الأولى». وزاد: «أكد لي صديقي ترامب في أيلول (سبتمبر) الماضي أن فريق محاميه لم يتبين أي تجاوز للدستور في ملف ولادتي، والدستور لا يتغير بل الاستطلاعات». وتجادل كروز وترامب أيضاً حول مدينة نيويورك، إذ سخر كروز من خلفية ترامب في المدينة الأكثر ليبرالية في الولاياتالمتحدة، وقال: تتعارض مبادئ نيويورك مع المبادئ المحافظة، وتحديداً في ملفات زواج المثليين واقتناء الأسلحة والإجهاض. وأبدع ترامب برده، بحسب المراقبين، مذكراً بمواجهة نيويورك أكبر اعتداء إرهابي على الأراضي الأميركية في 11 أيلول 2001. وقال: «إنها مكان رائع. ما رأيته بعد هدم مركز التجارة العالمي لا يمكن أن يحصل في أي مكان آخر من العالم»، في إشارة إلى إعادة بناء مانهاتن. وصعدت في المناظرة أيضاً نجومية روبيو الذي يحتل المركز الثالث في الاستطلاعات، فيما تأكد تراجع جيب بوش الذي ركز على مهاجمة متصدرة ترشيحات الحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون، ووصفها بأنه «كارثة للأمن القومي الأميركي. أما حاكم نيوجيرسي كريس كريستي فقال إن «كلينتون تمثل ولاية ثالثة لأوباما». ورأى روبيو أن كلينتون «لم تعد مؤهلة للرئاسة في ظل فتح مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) تحقيقاً في شأن رسائلها الإلكترونية. وبعد المناظرة، نال بوش دعم المرشح السابق السناتور ليندسي غراهام، والذي لن يكفي على الأرجح لتعويض تراجعه في استطلاعات الرأي.