في خيمة كبيرة بيضاء أنيقة، وكأنها جزء مقتطع من قاعة فندق، نصبت ظرفياً فوق حديقة المجمع الثقافي التي ردمت وأزيلت كل معالمها السابقة، أعلنت هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث، في مؤتمر صحافي أول من أمس، مشاركتها للمرة الأولى في الحدث الثقافي العالمي الكبير «بينالي البندقية للفنون البصرية». وهذه المشاركة التي عملت عليها الهيئة منذ فترة طويلة جاهدة لتسجل اسمها في أهم المعارض الفنية العالمية، جاء الإعلان عنها من فوق الأرض المردومة التي كانت حديقة ل «المجمع الثقافي» (أي مقر هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث وباتت تسمى بموقع قصر الحصن الثقافي) للتأشير إلى التغيير الكبير الذي يعد لهذه الحديقة أو الحديقة السابقة لأهم مركز ثقافي في البلاد. ويشمل هذا التغيير إقامة العديد من المنشآت الجديدة بين مسارح ومعارض ومتاحف، اضافة الى ترميم مبنى «المجمع الثقافي» ليتناسب مع التغيير الجديد وإظهار قصر الحصن الأثري كمعلم أساسي تراثي لا كملحق بالمجمع الثقافي وجعله عنواناً للمركز الثقافي. وإنشاء كل هذه المتاحف والمعارض هنا، يهدف كما يبدو لإبقاء المركز الثقافي للمدينة فيها، أي في وسطها لا خارجها، حيث سيضم مشروع السعديات (المنتظر الانتهاء من العمل به في 2012 ويضم متحف اللوفر ودار الاوبرا..) أيضاً المنشآت نفسها وربما في شكل اكبر. ولكنه سيكون خارج مركز المدينة، في جزيرة عند اطرافها مسماة بجزيرة السعديات. إذن اعلنت الهيئة عن مشاركتها في «بينالي البندقية للفنون البصرية» الذي يعقد بين 7 حزيران (يونيو) و15 تشرين الأول (اكتوبر) من المكان «الواعد» ايضاً بتغييرات كبيرة. فالمشاركة في هذه البينالي تعد انجازاً كبيراً، نظراً لشهرة البينالي ولعراقته، اما المشاركة فستكون عبر جناحين، الأول تابع للهيئة ولكنه سيكون عالمي المحتوى، حيث ستسجل فيه مشاركات اماراتية، عربية وعالمية. اما الجناح الثاني فسيكون وطنياً رسمياً، برعاية مؤسسة «الإمارات» وهيئة دبي للثقافة والفنون تحت عنوان «ليس أنت بل أنا» بمشاركات إماراتية فقط. تشرف على منصة الهيئة في «بينالي البندقية» المؤرخة الفرنسية كاترين ديفيد المختصة بتنظيم المعارض والتي أشرفت على معارض في المتحف الوطني للفن الحديث في مركز بومبيدو كما أدارت العديد من المشاريع الفنية في فرنسا وأوروبا. ويضم المشروع البصري للهيئة صوراً ثابتة وأخرى متحركة ونماذج معمارية وأعمال فنية تهدف كما قالت ديفيد إلى «تغيير الصور النمطية تجاه المنطقة». وفي هذا الإطار تعرض رؤية ناقدة ومعبرة من خلال مجموعة أصلية من صور فوتوغرافية حديثة وصور أرشيفية إضافة إلى أعمال فنية لمصورين فوتوغرافيين وفنانين من المنطقة وخارجها». وتعرض المجموعة في أقسام متعددة، حيث يتم أولاً عرض ومناقشة انتشار اللوحات الإعلانية وتأثيرها البصري في الأماكن الحضرية، ومن ثم سيبرز مختبر خاص خطوات العمل والمساحة التجريبية وتبادل الأفكار والتصورات. كما ستقام «ردهة ثقافية» موقتة للنقاش وكما قالت ديفيد أيضاً «فإن منصة الفنون البصرية للهيئة ستستجيب الاحتياجات والمتطلبات الثقافية خارج اطار مفهوم المتحف وستدعم إنشاء تصورات ونماذج جديدة للمنطقة، من خلال توفير الظروف السليمة للبحث والتعليم».