أكدت مصر والأردن أهمية اضطلاع الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي بدورهم في تحريك عملية السلام وفق أطرها ومرجعيتها المعتمدة، خصوصاً مبادرة السلام العربية وحض حكومة إسرائيل على إزالة العقبات التي تحول دون ذلك، مثل الإجراءات الأحادية الجانب واستمرار سياسة الاستيطان. وعقد الرئيس حسني مبارك والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني جلسة محادثات في منتجع شرم الشيخ أمس تناولت القضايا العربية الراهنة، وفي مقدمها الوضع في الأراضي الفلسطينية وجهود دفع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر في شأن القرار الإسرائيلي الخاص باستبعاد الفلسطينيين المقيمين في الضفة الغربية غير الحاملين للتصاريح الإسرائيلية. كما تناول اللقاء القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها الوضع في العراق ومنطقة الخليج والسودان في ضوء الانتخابات التي أجريت هناك أخيراً. وركزت المحادثات على بحث سبل دعم العلاقات المصرية - الأردنية المشتركة في المجالات المختلفة. وكان العاهل الأردني هنأ مبارك في بداية المحادثات على سلامة العودة إلى مصر بعد إجراء عملية جراحية ناجحة في ألمانيا لاستئصال المرارة. وقالت مصادر مصرية ل «الحياة» إن الزعيمين أعربا عن ارتياحهما الكامل لما وصلت إليه العلاقات المصرية - الأردنية على المستوى الثنائي، خصوصاً أن محادثات شرم الشيخ ركزت على تعزيز العلاقات الثنائية التاريخية. كما أعرب البلدان عن قلقهما البالغ واستيائهما لاستمرار فرض الحصار الإسرائيلي الجائر على الشعب الفلسطيني، خصوصاً في قطاع غزة، وتعثر استنئاف المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية الناجم أساساً من استمرار تعنت الحكومة الإسرائيلية وعدم وفائها بالتزاماتها تجاه أسس العملية السلمية ومبادئها، وما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية. كما أكد الزعيمان أهمية احترام سيادة السودان ووحدة أراضيه واستقلاله، وطالبا المجتمع الدولي بتأكيد هذا الالتزام ودعم المساعي الهادفة إلى تحقيق السلام والوفاق الوطني بين أبناء الشعب السوداني، وتأكيد المبادرات المطروحة لحل مشكلة دارفور على النحو الذي يحفظ للسودان استقلاله ووحدته الإقليمية. وأضافت أن المحادثات بين مبارك والملك عبدالله شددت على أهمية دعم العمل العربي المشترك في المجالات المختلفة، إذ استعرضت القمة مجمل الوضع العربي الراهن، ونتائج القمة العربية الأخيرة التي عقدت في مدينة سرت الليبية. من ناحية أخرى، تلقى مبارك برقية شكر من الرئيس بشار الأسد رداً على رسالة التهنئة التي سبق أن بعث بها مبارك للأسد لمناسبة احتفال بلاده بالعيد الوطني. وكانت مصادر مصرية أكدت ل «الحياة» أن هناك ترتيبات لزيارة يقوم بها الرئيس السوري لمصر الأسبوع المقبل للقاء مبارك في شرم الشيخ.