تغريك في هوليوود زيارة طريق «مالهولند درايف» و «شارع المشاهير».الطريق الأولى شهدت بعض احداث فيلم دايفيد لينش الذي حمل اسمها («مالهولند درايف»). والثاني معروف منذ عام 1958 بتكريم المشاهير ووضع اسمائهم على الرصيف.هنا أيضاً تطل تناقضات عاصمة السينما من خلال تجاور الجدّ والترفيه. الجدّ الذي يمثّله فيلم لينش الذي رشح عنه مخرجه لأوسكار أفضل فيلم بعد نيله جائزة أفضل إخراج في مهرجان كان 2001. والترفيه الذي يمثله شارع النجوم الذي بات يضم 2404 لوحات تمتد على طول الرصيف الواقع في «هوليوود بوليفار»، بعد دخول راسيل كرو قبل ايام الى اللائحة.اول ما يلفت النظر بين الجادتين هو خلو طريق «مالهولند درايف» من كاميرات المصورين وزحمة السياح. فهؤلاء بالكاد يعرفون شيئاً عن فيلم دايفيد لينش النخبوي، والذي بمقدار ما حقق حين عرضه نجاحاً نقدياً، جوبه بعدم قبول عام من الجمهور العريض. وفي المقابل يعجّ شارع المشاهير بهم، وإن تفاوتت زحمة الحشود بين نجمة وأخرى. فهذه نجمة ممثل تستعطي الحضور لأن يأخذوا صورة الى جانبها. وهذه نجمة ممثلة ذائعة الصيت تستقطب شخصاً او شخصين... وحدها نجمة مايكل جاكسون بين كل نجوم «شارع المشاهير» تجذب في هذه الأيام طابوراً من السياح الذين ينتظرون دورهم ليتصوّرا امام نجمة «ملك البوب». هنا تتذكر ان عمالقة السينما ليسوا وحدهم في ساحة المشاهير. ينافسهم نجوم موسيقى وتلفزيون وحتى شخصيات خيالية مثل «ميكي ماوس» و «آل سمبسون». فتتساءل: ماذا بقي من سطوة السينما بين كل هذه الفنون؟ وقبل ان تبالغ في نحيبك على عالم الفن السابع كما تقدمه هوليوود، يطل على بعد امتار قليلة منك مسرح «كوداك» الذي يشهد صخب حفلات الأوسكار، فيُعيدك مدخله المزين بلوحات بأسماء الأفلام الفائزة منذ بدء هذه الجائزة الى عالم السينما الجميلة، وأيضاً على الطريقة الهوليوودية. ذلك ان مسرح «كوداك» الذي ارتبط اسمه منذ سنوات بجوائز الأكاديمية، يذكرك أيضاً بعلامة «كوداك» التجارية الشهيرة، والتي يأتي هذا المسرح وقيمته المضافة اليوم، ليقول لك ان «كوداك» ليست شرائط للتصوير فقط، بل هي جزء اساسي من تاريخ السينما... هذا التاريخ الذي تلّون اول ما تلوّن على يدها...