نظم «نادي المصدرين الفرنسيين» في باريس ندوة حول موضوع الصيرفة الإسلامية وما تنطوي عليه من حلول ممكنة للمؤسسات الإنتاجية الصغيرة والمتوسطة. وتأتي ندوة نادي المصدرين، الذي يضم مئات المؤسسات الإنتاجية الصغيرة والمتوسطة، في إطار المساعي التي تشهدها باريس لاعتماد نظام الصيرفة الإسلامية، التي نجم عنها تأسيس المعهد الفرنسي للصيرفة الإسلامية. وأدار الندوة التي حضرها ممثلون عن القطاعات المشتركة، عضو مجلس إدارة «نادي المصدرين الفرنسيين» هادي الأسعد الذي عرض بإيجاز طبيعة الصيرفة الإسلامية ومبادئها التي لا تزال غير معروفة في فرنسا. وتوقف الأسعد الذي يشغل أيضاً منصب مستشار رئيس المعهد الفرنسي للصيرفة الإسلامية، عند الخلط المثار حول هذه الصيرفة، والأصولية وأيضاً عندما يقال عن عدم تطابقها مع القيم الجمهورية. وذكر أنه تم توقيع مذكرة تفاهم بين مصرف «BPCE» الفرنسي و «مصرف قطر الإسلامي» تنص على التعاون بين الطرفين لإنشاء أول مصرف إسلامي في فرنسا. ولفت الأسعد الى الجهد المطلوب لتوضيح الأمور للرأي العام الفرنسي وجعلها موضع تقبل، وإزالة التحفظ الذي تثيره الصيرفة الإسلامية، على رغم الجهود المبذولة من قبل السلطات الفرنسية والمصارف وأيضاً المعهد الفرنسي، لتذليل العقبات التقنية والثقافية. وقال إن الصيرفة الإسلامية تشكل أداة تنوع بين الإدارات المصرفية المتداولة في فرنسا وإنها ليست أداة فئوية أو مذهبية. وتحدثت خلال الندوة فلورانس كاراس التي تتولى موضوع الصيرفة الإسلامية لدى مؤسسة «موديز»، وتولت عرض خريطة توزع الصيرفة الإسلامية في الدول المختلفة. ويقدر حجم الصيرفة الإسلامية في العالم بنحو تريليون دولار، ترغب فرنسا باجتذاب جزء منها على غرار عواصم أوروبية أخرى ومنها لندن. وفي كلمته خلال الندوة فصل المحامي ستيفان أودوس وهو مسؤول عن مهمات منتدب لدى الأمين العام للمعهد الفرنسي للصيرفة الإسلامية، الأدوات التقنية للصيرفة الإسلامية التي يمكن للمؤسسات الفرنسية أن تعتمدها لتنويع أدواتها. وأدلت رئيسة الحكومة الفرنسية السابقة أديت كريسون التي حلت ضيفة شرف على الندوة، بمداخلة عبرت فيها عن أملها في أن تساعد الصيرفة الإسلامية على جذب مستثمرين من العالم العربي والإسلامي لتمويل مشاريع في المناطق الفرنسية التي تحتاج الى تنمية.