حررت القوات الخاصة الأفغانية 59 شخصاً، بينهم 37 جندياً و7 شرطيين، من سجن لحركة «طالبان» في ولاية هلمند (جنوب)، في وقت ضاعفت القوات الحكومية عملياتها لطرد متشدّدي الحركة من الولاية. ونفى الناطق باسم وزارة الدفاع دولت وزيري، إمكان سقوط هلمند بالكامل في قبضة «طالبان»، لكنه استدرك أن القوات الحكومية تخوض معركة كبيرة في الولاية التي تعتبر أهم مناطق إنتاج الأفيون في أفغانستان. ويدور قتال منذ شهور، في مناطق رئيسية جنوبأفغانستان، بينها هلمند التي تعتبر أحد معاقل «طالبان». كما شنّ مقاتلو الحركة سلسلة هجمات في العاصمة كابول خلال الأسابيع الأخيرة، وآخرها أول من أمس حين قُتِل طفل في ال12 من العمر وجُرح أكثر من 12 آخرين في هجوم شنّه انتحاريّ على مطعم «لو جاردان» الفرنسي، أحد المطاعم القليلة التي يرتادها أجانب في العاصمة. وقبل نحو سنتين، هاجمت «طالبان» مطعماً لبنانياً في كابول، ما أدى الى مقتل 21 شخصاً، بينهم 13 أجنبياً، ودفع بمنظمات أجنبية كثيرة الى سحب موظفيها أو تقييد تنقّلاتهم إلى حدّ كبير. والأسبوع الماضي، تبنّت الحركة هجوماً انتحارياً قرب مطار كابول أسفر عن مقتل شخص وجرح 33، كما قتل عناصرها ستة جنود أميركيين أثناء دورية قرب قاعدة بغرام خارج كابول، واستهدفوا مبنى للضيافة تابعاً للسفارة الإسبانية في العاصمة. وتتزامن الهجمات مع جهود لإحياء عملية السلام بين كابول و «طالبان»، والتي انهارت بعد كشف وفاة زعيم الحركة الملا محمد عمر في تموز (يوليو) الماضي. وينتظر أن يلتقي مسؤولون من أفغانستان وباكستان والولايات المتحدة والصين في 11 الجاري، في اجتماع ممهّد للمحادثات مع «طالبان»، التي لا تزال ترفض الحوار في ظل وجود قوات أجنبية في أفغانستان. وكان لافتاً اتفاق فصيل منشق عن «طالبان» على وقف الاقتتال مع عناصر الحركة، في وقت يستمر التوتر بسبب الخلاف على وضع الزعيم الجديد للحركة الملا أختر منصور، الذي لم يُشاهد منذ نبأ إطلاق النار عليه الشهر الماضي. والتقى مندوبون عن جماعة الملا محمد رسول أخوند المنشقة والتي ترفض زعامة منصور، الملا هيبة الله أخوند، نائب زعيم الحركة، واتفقوا معه على وقف النار وتبادل السجناء، لكنهم لم يلتقوا منصور «لاعتبارات أمنية». وأثارت السرية التي تحيط بالملا منصور وتطابقها مع الخطاب العلني للحركة حين كان الملا عمر ميتاً، شكوكاً جديدة بين قادة «طالبان» المنشقين. وقال الملا عبدالمنان نيازي، ممثل الملا رسول: «نعتقد مثل كثر، أن الملا منصور مات، لذا رفض الملا هيبة الله السماح لنا بلقائه».