كابول - أ ف ب، رويترز - قتِل 15 شخصاً على الأقل وجرح 128 في انفجار شاحنة مفخخة قادها انتحاري في حي شهيد السكني شرق العاصمة كابول التي شهدت اول عملية كبيرة منذ تعيين الملا اختر منصور زعيماً لحركة «طالبان» خلفاً للملا محمد عمر. وكانت الحركة اعلنت اول من امس مقتل 9 اشخاص على الأقل في سلسلة هجمات شنتها في قندهار (جنوب). وألحق الانفجار اضراراً جسيمة في مساكن، ودمّر سوقاً للفاكهة وأحدث حفرة هائلة بعمق نحو عشرة امتار في الحي. وقال قائد شرطة كابول عبد الرحمن رحيمي ان «عددا كبيراً من الأطفال والنساء قتلوا او جرحوا، وإن بين الضحايا عمالاً في مصنع للرخام»، مشيراً الى ان «منفذي الهجوم ارادوا ارتكاب مجزرة»، فيما لم يستبعد محققو الشرطة ان يكون مبنى عسكري قريب من مكان الهجوم هدف المهاجمين، علماً انه اصيب بأضرار طفيفة. ودان الرئيس الأفغاني أشرف غني الذي عاد من ألمانيا حيث خضع لعملية جراحية في القدم، الهجوم. وقال: «من خلال شن هجوم انتحاري في حي سكني، لا يحصد اعداء الشعب الأفغاني إلا العار». والإثنين الماضي، اعلنت بعثة الأممالمتحدة في افغانستان في تقرير نصف سنوي مقتل 1592 شخصاً وجرح 3329 في اعمال عنف. على صعيد آخر، بدأت شخصيات مؤثرة وقادة في «طالبان» جهوداً لرأب الصدع وتوحيد الصفوف، في ظل اعتراض قادة كثيرين في صفوفها على انتخاب الملا اختر محمد منصور زعيماً جديداً لها. ويقود الجهود الملا نور الدين الترابي، النائب الثاني سابقاً للملا عمر ووزير العدل السابق في حكومة «طالبان»، والذي التقى الملا اختر محمد منصور وأنصاره، ويسعى إلى إيجاد صيغة توافقية بين التيار المؤيد لأختر منصور والتيار المعارض لانتخابه. وشارك الملا نور الدين الترابي في هذه الجهود الى جانب عدد من العلماء الأفغان، أبرزهم الملا أحمد شقيق الملا محمد رباني، رئيس مجلس الوزراء الذي شكلته «طالبان» بعد سيطرتها على كابول عام 1996». ويحاول منصور التوصل إلى تفاهم ومصالحة مع عائلة الملا محمد عمر، خصوصاً الملا محمد يعقوب، نجل الملا عمر الذي طرحته قيادات في طالبان لخلافة والده، ما يمهد لإفادة منصور من الإرث التاريخي والمكانة الرفيعة التي كان يحظى بها مؤسس «طالبان» لدى أتباع الحركة. لكن منصور لا يبدو متعجلاً في المصالحة أو التفاهم مع بقية قادة «طالبان» حالياً. مصدر مقرب من الملا نور الدين الترابي أكد ل «الحياة» أن غالبية قيادات طالبان وكوادرها داخل افغانستان وخارجها أعلنت ولاءها للأمير الجديد الملا اختر منصور، ما يؤدي الى تحييد قادة منافسين كثر أو يقلل من حظها في البقاء في مراكز المسؤولية في الحركة. ورجح المصدر اعتزال عدد من أعضاء مجلس شورى «طالبان» من اجل تشكيل مجلس شورى لقيادية جديد يضمن بقاء منصور على رأس الحركة، خصوصاً في ظل الظروف التي تمر بها أفغانستان حالياً. وعرض الملا سميع الحق، العضو الباكستاني المؤثر في طالبان والذي يعرف على نطاق واسع بأنه «أبو الحركة» التوسط في حل النزاع حول القيادة. وقال: «سأرتب اجتماعاً لأعضاء الفصيلين المتنافسين في حضور علماء دين بارزين، وسنستمع الى الجانبين ونتغلب على هذه القضية ودياً.» وتابع: «الجانبان ابديا ثقتهما بي، وناشدوني المساعدة في حل النزاع. وأعلن الملا الحق الذي يؤيد قيادة منصور للحركة، انه التقى أعضاء من اسرة الملا عمر وآخرين في الفصيل الذي يعارض الزعيم الجديد، وحضهم على التغلب على ما وصفه بأنه خلافات طفيفة». وقالت مصادر من «طالبان» ان «مجموعة تؤيد الملا محمد يعقوب، ابن الملا عمر، أبلغت الملا الحق أنها لن تقبل بمنصور زعيماً حتى توافق على تعيينه مجموعة اكبر من القيادات يدعمها علماء دين». وكشف الملا عبد المنان نيازي، الناطق باسم المجموعة التي ترفض منصور، ان مجموعة تضم 300 عالم دين اجتمعوا لمحاولة ايجاد حل. وقال: «موقفنا واضح، إذ يتعين على الملا منصور ان يستقيل وأن يسلم إمارة افغانستان الى مجلس العلماء الذي يختار زعيماً جديداً سيكون مقبولاً لنا.» وأسفر النزاع عن سلسلة هزات داخل قيادة «طالبان»، اهمها استقالة سيد محمد طيب آغا، مدير المكتب السياسي للحركة في قطر من منصبه الإثنين الماضي، وأيّد دعوات إلى تشكيل مجلس قيادة جديد. وحل بدلاً منه شير محمد عباس ستاناكزاي أحد كبار أعضاء وفد المفاوض للحركة في الاجتماعات التمهيدية لمحادثات السلام مع مسؤولين من كابول في أيار (مايو)، وهو نائب سابق لوزير الخارجية في حكومة «طالبان» التي أطيحت من السلطة عام 2001. في باكستان، قتل 12 عسكرياً في تحطم مروحية عسكرية قرب منطقة مانسيرا الجبلية الوعرة بولاية خيبر بختونخوا القبلية (شمال غرب). جاء ذلك بعد ساعات على مقتل 17 شخصاً، هم 12 جندياً و5 من افراد طاقم مروحية افغانية تحطمت بسبب مشكلة تقنية في منطقة شينكاي بولاية زابل.