أبلغ مسؤولٌ في الشرطة الأفغانية عن انفجارٍ قويّ هزَّ العاصمة أمس الجمعة و «نتج فيما يبدو عن سيارةٍ ملغومةٍ استهدفت مطعماً يرتاده في العادة مسؤولون حكوميون ودبلوماسيون أجانب». وذكر المسؤول، الذي تحدَّث شريطة عدم نشر اسمه، أن الانفجار أصاب على ما يبدو مطعم «لو جاردان»، وهو واحدٌ من بضعة مطاعم في كابول لا يزال الأجانب يرتادونها. وأفيد على الإثر بمقتل شخصين أحدهما طفل في ال 12 من عمره، فيما رُصِدَ نحو 15 مصاباً. يأتي ذلك بعد أيامٍ من إعلان حركة «طالبان» المسؤولية عن تفجير انتحاري قرب مطار كابول أسفر عن مقتل شخصٍ وإصابة 33 آخرين في أحدث هجوم انتحاري تشهده العاصمة. وتزامنت الهجماتُ مع جهودٍ لإنعاش عملية السلام بين الحكومة والحركة المتمردة منذ سقوط نظامها في عام 2001. وانهارت المحادثات في يوليو الماضي بعد كشفٍ مفاجئ عن وفاة زعيم «طالبان»، الملا محمد عمر. ومن المقرَّر اجتماعُ مسؤولين من أفغانستان وباكستان والولايات المتحدة والصين في إسلام آباد في ال 11 من يناير الجاري بهدف الإعداد لاستئناف المحادثات. وكان الرئيس الأفغاني، أشرف عبدالغني، عدَّ إنهاء الإرهابِ شرطاً لاستئناف عملية السلام، مشيراً إلى انقسام المتمردين إلى جماعات. ورأى عبدالغني، خلال مؤتمرٍ صحفي عقده أمس الأول في كابول، أن الاجتماعات الدولية التي تُعقَدُ في يناير الجاري للتمهيد لاستئناف المحادثات ينبغي أن تسعى إلى نهجٍ تجاه «طالبان» يضمن رفضها الإرهاب. ونشب اقتتالٌ بين أعضاء الحركة بشأن قيادتهم الجديدة، ما قلل فرصَ نجاح مسار التفاوض؛ إذ بات عسيراً تحديد أي جانبٍ منهم ربما يكون مستعداً لإجراء مباحثات وأي جانبٍ سيظل متمرداً. وخلَف أختر منصور الملا عمر في موقعه، لكن جناحاً في الحركة يرفض الاعتراف به ويتهمه بإخفاء خبر وفاة قائدهم السابق فترةً طويلة قد تصل إلى عامين. وعلَّق الرئيس عبدالغني خلال المؤتمر الصحفي الخميس قائلاً «من الواضح أن هناك جماعات في طالبان وليست حركة موحدة». وشدد على أن «القضية الأساسية هنا هي الاختيار .. اختاروا السلام أو الإرهاب، لن يكون هناك تسامح مع الإرهاب». وعقب اجتماع ال 11 من يناير؛ سيُعقد اجتماع آخر في كابول يشارك فيه نائب وزير الخارجية الأفغاني، حكمت خليل كرزاي.