غداة اتفاق «طالبان» ومنشقِّين عنها على وقف الاقتتال بينهما؛ أفاد مسؤولون أفغان بتحرير القوات الخاصة 59 معتقلاً من سجنٍ تسيطر الحركة المتمردة عليه في إقليم هلمند جنوبي البلاد. وعرَّف المتحدث باسم وزارة الدفاع، دولت وزيري، 37 من المُحرَّرين بصفتهم جنوداً، مشيراً إلى 7 آخرين من أفراد الشرطة إضافةً إلى 15 من المدنيين. وجاء تحرير المعتقلين بعد أشهرٍ من القتال سيطرت «طالبان» خلالها على عدة بلداتٍ في هلمند الذي يُعدُّ معقلاً لها. واستبعد المتحدث باسم وزارة الدفاع إمكانية سقوط الإقليم بالكامل في قبضة التمرد، وأكد خوض القوات الحكومية معركة كبيرة فيه. يأتي ذلك غداة اتفاق فصيلين متنازعين داخل «طالبان» على وقف الاقتتال بينهما، لكن التوتر لا يزال قائماً بسبب الخلاف على وضع القائد الجديد للحركة، الملا أختر منصور، الذي لم يُشاهَد منذ نبأ إطلاق النار عليه الشهر الماضي. وتعاني الحركة، التي حكمت أفغانستان بين عامي 1996 و2001، أزمة قيادة منذ تأكدت في يوليو الماضي وفاةُ زعيمها المتشدد ومؤسسها، الملا محمد عمر. وذكر ممثل جماعة منشقة عن التمرد تُعرِّف نفسها ب «مجلس العلماء» أنها اتفقت الجمعة مع جناح القائد الجديد للحركة على وقف إطلاق النار وتبادل السجناء «لكن لم يُسمَح لأعضاء المجلس بلقاء منصور». ولفت هذا المصدر، ويُدعى عبدالمنان نيازي، إلى التقاء أعضاء المجلس نائب منصور، هيبة الله أخوند، الذي أبلغهم بأن «منصور لن يلتقي الناس من الآن فصاعداً لاعتبارات أمنية». وعُقِدَ اللقاء في موقع لم يُكشَف عنه. ويرأس محمد رسول أخوند الجماعة المنشقة. وأثارت السرية التي تحيط بمنصور شكوكاً جديدة بين قادة المنشقين كونها ذكَّرت بسريةٍ أحاطت وفاة الملا عمر الذي ترجح تقارير التستر على وفاته لنحو عامين. وعلَّق عبدالمنان نيازي قائلاً «نعتقد مثل كثيرين أن الملا منصور قد مات، وهذا هو سبب رفض هيبة الله السماح لمجلس العلماء بلقائه».