ذكرت مصادر في صناعة النفط أن شركة نفط صينية حكومية باعت شحنتي بنزين لإيران في مؤشر على رفض بكين لفرض اي عقوبات على طهران قد تضر بالعلاقات الاقتصادية. وأصبح موقف الصين من ايران حيويا لأن روسيا زادت من تشدد موقفها واتجهت للاقتراب من موقف الأعضاء الآخرين بمجلس الأمن الدولي والولاياتالمتحدة وحلفائها الأوروبيين الذين يضغطون من أجل فرض عقوبات سريعة وجريئة. ووافقت الصين خلال قمة نووية عقدت في واشنطن هذا الأسبوع على المساعدة في التفاوض على مشروع قرار لفرض عقوبات جديدة على ايران لكنها أكدت الحاجة الى حل دبلوماسي مشيرة الى أنه يجب الا تضر أي عقوبات بالتجارة أو الشعب الإيراني. وفي وقت سابق، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما "من الواضح أن الصينيين يشعرون بالقلق بشأن تداعيات هذا على الاقتصاد بوجه عام... ايران دولة منتجة للنفط." وتعتقد الولاياتالمتحدة وقوى أوروبية كبرى أن ايران تحاول سرا بناء ترسانة نووية تحت غطاء برنامج نووي سلمي تصر ايران أنه سلمي بحت. وتحدت ايران بالفعل ثلاث جولات من عقوبات الأممالمتحدة. وتعتقد وكالات المخابرات الأمريكية أن ايران لن تستطيع إنتاج أسلحة نووية قبل عام على الأقل لكنها قد تملك القدرة الفنية اللازمة خلال ما بين ثلاثة وخمسة أعوام. وفي حين كان على الدول الغربية تخفيف مطالبها بفرض عقوبات لاستثناء صفقات الطاقة فإن الولاياتالمتحدة قد تفرض عقوبات أحادية الجانب على موردي الوقود لإيران. ونتيجة لهذا أوقف العديد من كبار موردي النفط في العالم المبيعات لإيران تجنبا لفرض عقوبات على عملياتهم بالولاياتالمتحدة. لكن شركة تشاينا اويل المملوكة للدولة لم ترتدع فيما يبدو وقالت مصادر بصناعة النفط إنها باعت نحو 600 الف برميل من البنزين قيمتها نحو 55 مليون دولار للجمهورية الإسلامية. وكانت الشحنتان باكورة المبيعات المباشرة لإيران منذ يناير كانون الثاني 2009 على الأقل وفقا لبيانات رويترز. وقال تجار إن شركات صينية كانت قد باعت من خلال وسطاء فيما سبق. وقال تاجر "ما دام يمكن جني المكاسب والاستفادة من مزايا اقتصادية ستجد ايران دوما بائعين جاهزين للبنزين من السوق العالمي." وأضاف "الساسة لا يفهمون الأسواق... العقوبات شكلية." وفي حين أن ايران هي خامس اكبر دولة مصدرة للنفط الخام في العالم فإن العقوبات الأمريكية تعني أنها عانت من نقص في الاستثمارات في المصافي بحيث تستورد الآن نحو 40 في المئة من احتياجاتها من البنزين لتلبية طلب المواطنين. وذكرت مصادر بتجارة النفط أن من المقرر أن تبيع شركة سينوبك الصينية هي الأخرى بنزينا لإيران للمرة الأولى منذ ست سنوات وتبدو ايران واثقة من قدرتها على الصمود في وجه اي عاصفة. ونقلت وكالة شانا للأنباء عن وزير النفط مسعود مير كاظمي قوله اليوم "ليست لدينا مشكلة في سد الطلب على البترول في بلادنا... تعودنا على العقوبات ولن تؤثر العقوبات على صناعة النفط لدينا." وجاءت الخطوة التي اتخذتها المؤسسات الصينية بعد أن أوقفت لوك اويل ثاني اكبر شركة روسية للنفط توريد البنزين لإيران لتنضم الى اثنتين من اكبر شركات تجارة النفط على مستوى العالم هما جلينكور وفيتول اللتين اتخذتا نفس القرار. وانضمت شركة دايملر الألمانية لصناعة السيارات لقائمة متنامية من الشركات التي أوقفت تعاملها مع ايران بسبب التهديد لعملها في الولاياتالمتحدة. وقال مهدي فرضي استشاري الطاقة المقيم في لندن إن العقوبات كان لها " اثر كبير" على ايران باستثناء كبح الاستثمار وبالتالي الإنتاجية في قطاع النفط الحيوي. وتعني عزلة ايران المتزايدة أن اعتماد طهران على الصين سيكون اكبر من اي وقت مضى على مستوى التجارة والاستثمار والدعم الدبلوماسي على الساحة الدولية. غير أن محللين يشيرون الى أن ايران لا تتمتع بتأثير يذكر على الصين حتى تحافظ على هذا الدعم سوى من خلال تقديم صفقات أفضل. وتقلصت واردات الصين من الخام الإيراني بنحو 40 في المئة في اول شهرين من 2010 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي وفقا لما أظهرته بيانات الجمارك الصينية على الرغم من تعطش الاقتصاد الأسيوي المتزايد للنفط الأجنبي. ويريد أوباما أن يرى مجلس الأمن الدولي "يمضي الى الأمام بجرأة وسرعة" نحو فرض جولة جديدة من العقوبات. وقال امس "أعتقد أن لدينا عددا قويا من الدول بمجلس الأمن التي تعتقد أن هذا هو التصرف الصحيح. لكنني أظن أن هذه المفاوضات يمكن أن تكون صعبة وسأضغط بأقصى ما في وسعي."