مع الاحتفال بالذكرى المئوية الثانية لولادة الكاتب الروسي المنشأ الأوكراني المولد، نيكولاي غوغول (1809 - 1852)، تحول خلاف أوكرانيا وروسيا على الغاز، وترسيم الحدود، ونظرتهما الى التاريخ، الى خلاف أدبي على انتماء الكاتب. وإن لم يتنكر أحد لمقولة دوستويفسكي الشهيرة «كلنا خرجنا من معطف غوغول»، يبقى السؤال: أهو معطف روسي أم أوكراني؟ هذا الكاتب الذي نقل ببراعة التقاليد الأوكرانية الشعبية وحياة المجتمع الروسي في القرن التاسع عشر يُعد أحد أعمدة الأدب العالمي. واليوم «يتناتشه» الشقيقان السلافيان مدعياً كل منهما بأنه ابنه. تتهم روسيا كييف بمحاولتها «أكرنة» الذكرى، بخاصة أن بعضاً من أعمال غوغول ترجم في هذه المناسبة الى الأوكرانية ترجمة رأى المتخصصون الروس أنها تم التصرف بها. وإذ تؤكد موسكو أن كاتب «المعطف» هو روسي حتماً لأنه كتب بالروسية، تجد في ترجمة أعماله تشويهاً لميزتها الأهم، وهي اغناء اللغة الروسية بالتعابير الأوكرانية. لكن أوكرانيا تسعى الى الحصول على حصتها من الارث. فغوغول ولد وعاش فيها حتى عامه التاسع عشر، ونال شهرته بفضل روايته «سهرات القرية الصغيرة قرب ديكانكا» التي تصف حياة الفلاحين الأوكرانيين. روسيا وأوكرانيا كلتاهما احتفلتا بمرور مئتي عام على ولادة نيكولاي غوغول، وقد حيا رئيس الوزراء الروسي، فلاديمير بوتين، غوغول واعتبره «كاتباً روسياً خالداً». فيما، في المقابل، أقيم احتفال كبير يحيي ميلاد غوغول في مسقط رأسه الأوكراني، وأعلن الرئيس الأوكراني فيكتور يوشتشينكو أن «غوغول هو، من دون شك، كاتب أوكراني». وأضاف: «صحيح أنه كتب باللغة الروسية، الا انه فكّر وأحس من خلال شخصيته الأوكرانية». الصراع على غوغول بين روسيا وأوكرانيا، هو أيضاً صراع على البطل الكوزاكي تاراس بولبا، الذي تحمل اسمه احدى أبرز روايات غوغول. والصراع على هذا البطل كان مهد له غوغول نفسه، بحيث أورد في روايته مقاطع على لسان بولبا يمجد فيها روسيا وشعبها. وحين ترجم البحاثون الاوكرانيون الكتاب الى الاوكرانية، استبدلوا الاشارة الى «روسيا» بالاشارة الى «أوكرانيا»، معتبرين ذلك اكثر تعبيراً عن نص غوغول ومخطوطته الاصلية.