بعد يومين من تلقيها نصف مليون كتاب كهدية من "المكتبة الوطنية الفرنسية"، أطلقت "مكتبة الإسكندرية"، أعمال مؤتمر "بيوفيجن 2010" الذي يبحث في تطوّر علوم الكائنات البيولوجية الحيّة، تحت شعار "آفاق المستقبل". والمعلوم أن "بيوفيجن" انطلق من جامعة "ليون" الفرنسية في العام 1998، ثم صار يعقد بالتناوب بين المكتبة و"ليون"، بداية من العام 2004. وتتزامن هذه الدورة ل"بيوفيجن الإسكندرية" مع تكريس العام 2010 سنة للتعاون علمياً بين مصر وفرنسا. وكالعادة، تدفق جمهور كبير من طلاب الجامعات المصرية لحضور "بيوفيجن" الذي صار حدثاً علمياً مُكرّساً، يتيح لهم فرصة للقاء مع كبار العلماء الذين يستضيفهم المؤتمر. وتميّزت هذه الدورة بأنها كرّست يوم الافتتاح لخمسة من الحائزين على جائزة نوبل، جاء في طليعتهم البروفسور إلياس الزرهوني، الممثل العلمي للرئيس باراك أوباما في شمال أفريقيا والخليج العربي. ورعى رئيس الوزراء أحمد نظيف إفتتاح المؤتمر، ممثلاً بوزير التعليم العالي والبحث العلمي هاني هلال. واستُهلّ الافتتاح بكلمة للبروفسور فيليب ديمريسكو، رئيس "المنتدى العالمي لعلوم الحياة"، الذي أبدى أسفه لأن فشل مؤتمر كوبنهاغن (2009) عن المناخ، ساهم في تراجع الحكومة الفرنسية عن بعض المبادرات في سياق خفض التلوّث. وأقرّ البروفسور كوجي أومي، مؤسس "جمعية العلوم والتكنولوجيا" بأن القطاع الخاص الياباني وشركاته لم تحاول الاستثمار في التقدم الضخم الذي أحرزته علوم الكائنات الحيّة، خصوصاً في حقل الجينات، لافتاً الى ان الحكومة اليابانية أطلقت أخيراً مبادرة نوعية لدعم للعلوم البيولوجية، بتخصيص قرابة نصف مليار دولار من الدعم المباشر لبحوثها، إضافة الى 4.6 مليار دولار من المنح والمساعدات. ووعد الدكتور محمد حسن، المدير التنفيذي ل"أكاديمة العلوم للعالم النامي" (مقرها مدينة تريستا الايطالية)، بزيادة الدعم لبحوث البيولوجيا التي يجريها علماء شباب في العالم الثالث. وعرض البروفسور كرستيان غارنييه، المسؤول عن "بيوفيجن" في جامعة ليون، تفاصيل دورة إنعقادة المقبلة لذلك المؤتمر في 2011. وحرص الوزير هلال على التذكير بأن مصر تتجه نحو الاقتصاد المبني على المعرفة، وبمبارتها بتخصيص سنة للتبادل علمياً مع دول متقدمة، ابتدأ في العام 2007 التي خُصصت لألمانيا. واختتم الافتتاح بكلمة مسهبة للدكتور اسماعيل سراج الدين، مدير "مكتبة الاسكندرية"، عرض فيها تفاصيل المحاور الرئيسية التي يتناولها المؤتمر، داعياً الدول العربية الى عدم البقاء في ذيل الدول في الاهتمام بالعلوم وبحوثها.