تجمع نحو 20 من النساء والرجال قرب مسجد النورين في بلدة العظيم، شمال بعقوبة، لنقل جثامين ثلاثة صبية من بين اربعة اشقاء قضوا إثر تعرضهم لتفجير عبوة ناسفة كانت مزروعة على الطريق الرئيسة في البلدة اول من امس، فيما اعتبر والد الضحايا محمد عباس العبيدي ان مقتل ابنائه «ثأر» لدوره في اعتقال قيادات في تنظيم «القاعدة» وقتلهم. وتوعد العبيدي بأهزوجة شعبية عناصر «التنظيم» بالرد على مقتل ابنائه وهو يطلق عيارات نارية من فوهة سلاح نوع كلاشنيكوف نحو السماء. والعبيدي، المعروف باسم «ابو درع»، كان اعلن الحرب على «القاعدة» بعد مقتل اربعة من شيوخ العشيرة بتفجير انتحاري نفذه صبي في العاشرة، ولعب دوراً كبيراً في اعتقال عدد من قيادات ومسؤولي هذا التنظيم الذي لا يزال يتخذ من بلدة العظيم احد ابرز معاقله. وعلى رغم ان العمليات المسلحة التي تتم بواسطة العبوات الناسفة في محافظة ديالى بدأت تشكل تهديداً جدياً لأسر وأبناء قيادات الصحوة بعدما طاولت عدداً من ابنائهم اخيراً، إلا ان فياض التميمي، وهو قائد صحوة في قضاء المقدادية، اعتبر الاستهدافات جزءاً من الحرب المعلنة على التنظيمات المتطرفة. وأبلغ التميمي «الحياة» ان «الهجمات التي تستهدف هذه القيادات او ابناءها تأتي في مسعى للثأر من متطوعي الصحوة بعدما لعبوا دوراً بارزاً في الحد من الهجمات الارهابية اضافة الى كونهم سبباً في عمليات اعتقال قيادات بارزة في التنظيم». وفيما استبعد مسؤول امني بارز تنفيذ اجراءات امنية للحد من الهجمات التي تتم بواسطة العبوات التي يتم تفجير اغلبها عن بعد، اكد مساعد الشؤون الامنية في بلدة العظيم النقيب صباح جهاد ل «الحياة» ان «لجوء المجموعات المسلحة الى اسلوب استهداف أبناء هذه القيادات او خطف نسائهم او اشقائهم يأتي في سياق مسعى لحض قيادات الصحوة على وقف الحرب ضد التنظيم بعدما ادركت قياداته جيداً عدم قدرتها في مواجهة عناصر الصحوة». واعتبر رئيس المجلس الاستشاري لمجلس صحوة ديالى ابو عزام التميمي الهجمات جزءاً من الحرب التي اعلنتها «القاعدة» بعد صدور فتوى مما يسمى «الهيئة الشرعية لتنظيم القاعدة» في هذا الخصوص. الى ذلك، حذر مسؤول امني بارز في محافظة ديالى من خطورة استثناء المسؤولين من اجراءات التفتيش داعياً الى خضوع سياراتهم الى التدقيق عند السيطرات الامنية إثر ورود معلومات بشأن استغلال قيادات في «القاعدة» سيارات مشابهة للتنقل او الهروب او نقل متفجرات. وأكد المسؤول، الذي يتولى منصباً رفيعاً في مديرية مكافحة الارهاب طلب عدم ذكر اسمه، ل «الحياة» ان «تقارير استخبارية تحدثت عن وجود نية لدى قيادات في القاعدة باستغلال ظاهرة استثناء المسؤولين من اجراءات التفتيش في التنقل او في نقل المتفجرات باستخدام مركبات مشابهة لتلك التي تستخدمها قيادات في الاحزاب السياسية». وأشار الى ان «هذا النوع من المركبات قد يتحول الى خطر لا يمكن تداركه اذا نجحت قيادات مفترضة للقاعدة في التنقل بهذه الطريقة». وشدد على ضرورة اصدار تعليمات امنية تفرض على المسؤولين الخضوع لإجراءات التفتيش للحيلولة دون هروب مطلوبين امنياً. وأشار المسؤول ايضاً الى ان قيادات رئيسة في المجموعات المسلحة المرتبطة بتنظيم «القاعدة» اجرت تغييرات في المناصب القيادية المسؤولة عن خلايا المسلحين في عدد من الاقضية والنواحي في ديالى. ويعتبر قضاء المقدادية وبلدروز والعظيم ابرز الاقضية التي تنشط فيها التنظيمات المرتبطة بتنظيم «القاعدة». ويشن آلاف الجنود من عناصر الشرطة والجيش حملة امنية منذ اسبوع في مدينة بعقوبة، كبرى محافظة ديالى، وعدد من الاقضية والنواحي لتطهيرها من المجموعات المسلحة التي عاودت نشاطاتها مرة اخرى.