قررت أم وليد وأبناؤها الستة الهجرة من مدينة بقيق إلى إحدى الهجر التي تقع على بعد نحو 10 كيلومترات إلى الغرب من بقيق، بعد أن أُغلقت الأبواب في وجهها، وذلك لعدم استطاعتها دفع إيجار الشقة التي كانت تقطنها، على رغم ما تلقته من وعود من الجمعية الخيرية في محافظة بقيق بسداد مبلغ الإيجار. وتكررت مراجعة أم وليد للجمعية بيد أنها لم تجنِ من ذلك سوى «الوعود ومن دون جدوى» بحسب قولها. ولخوفها من تراكم الديون عليها قررت ترك الشقة التي كانت تسكن فيها، وانتقلت موقتاً إلى منزل ابن زوجها، فيما كان زوجها الكبير في السن شيد منزلاً ولكنه لم يستطع إكماله بسبب ظروفه المادية وكبر سنه. وتقول أم وليد ل«الحياة»، وهي تكتم ما في داخلها من حزن وظروف عائلية صعبة تكاد تسيل دموعها: «لدي أربعة من الأبناء وابنتان تراوح أعمارهم بين خمسة و20 عاماً، وكنا نقطن شقة صغيرة في مدينة بقيق يبلغ إيجارها 9 آلاف ريال»، مضيفة: «الجمعية الخيرية في محافظة بقيق زارت الشقة ووعدت بدفع إيجارها، ولكنها لم تفِ بوعدها، ولخوفي من الوضع خرجت من المدينة إلى الهجرة لأقطن منزلاً شعبياً يملكه أحد أبناء زوجي». وتعمل أم وليد «مستخدمة» في إحدى المدارس الخاصة، براتب ألف ريال فقط. وتلفت إلى أن هذا «المبلغ البسيط لا يكفي تغطية مصاريف أولادي، فيما كان زوجي يعمل في مهنة براتب بسيط، وهو على وشك التقاعد، ويعاني من مرضي السكر والضغط، فضلاً عن كبر سنه، كما أن لديه أسرة ثانية، ومنزلنا الذي توقف عن البناء منذ فترة طويلة لم نستطع إكماله، أما المنزل الذي نقطنه حالياً فقديم، ولا يحمينا عند سقوط المطر وهبوب العواصف والغبار الذي يدخل من كل الاتجاهات، فيما نوزع الأواني في أرجاء الغرف، لتجميع مياه الأمطار حتى لا يغرق المكان، ومع ذلك تتراكم المياه في كل الغرف». وتستأجر أم وليد سيارة أجرة لتنقلها إلي مدينة بقيق يومياً، حتى تتمكن من الذهاب إلى مقر عملها «في كل مرة أذهب إلى عملي يأخذ مني سائق الأجرة بين 25 إلى 30 ريالاً، ونادراً ما أجد أحداً من الأقارب يقوم بتوصيلي، مصطحبة معي 3 من أبنائي، لأنهم يدرسون في بقيق، أحدهم في مدرسة ابتدائية والآخران في المتوسطة، ولديّ ابني الكبير الذي تخرج في المرحلة الثانوية ولم يجد وظيفة حتى الآن، على رغم أنه تقدم إلى وظيفة في أحد القطاعات العسكرية»، موضحة: «لم يُقبل ابني الأكبر في أكثر من وظيفة بسبب تعرضه منذ فترة لحادثة مرورية، أدت إلى تأثر عموده الفقري، وهو يريد أن يكمل دراسته الجامعية، ولكنه لم يستطع ذلك، لعدم وجود سيارة يتنقل بها إلى المحافظات المجاورة، سواء في الدمام أم الأحساء». وتناشد أم وليد أهل الخير «مساعدتي أنا وأبنائي لإكمال بناء منزلنا، ومساعدة ابني في العثور على وظيفة مناسبة، لمساعدة والده وإخوانه في تغطية مصاريفهم».