الأعراض المَرضية التي يعاني منها بعض قدامى المحاربين ممن شاركوا في حرب الخليج الأولى عام 1991، هي مرض حقيقي بلا ريب، إلا أن مسبباته والعلاجات اللازمة والشافية له ما زالت مجهولة، بحسب تقرير أعدته لجنة طبية أميركية. وذكر رئيس اللجنة الطبية الدكتور ستفين هوسر، رئيس قسم طب الأعصاب في جامعة كاليفورنيا، أن اللجنة توصلت إلى أن الأعراض المتعددة المزمنة، التي يشار إليها أحياناً باسم «مرض حرب الخليج»، هي مجموعة أمراض ترتبط في شكل واضح بنشر الجنود. ويرتبط المرض بالشكوى من آلام مزمنة بكل أنحاء الجسم، وصعوبات مرتبطة بالجنس. ودعا فريق الخبراء إلى ضرورة إجراء المزيد من البحوث لفهم الأسس البيولوجية لهذه الأمراض، بهدف تطوير علاجات أفضل وللحيلولة دون مزيد من الإصابات به مستقبلاً. وكان تقرير نشر عام 2008، قد أشار إلى أن تعرض الجنود، أثناء المعارك، إلى «مواد كيماوية محددة» منها مبيدات الحشرات، وأدوية أخرى تستخدم كدرع لحمايتهم من غاز الأعصاب، ربما تسببت بتلك الأعراض المرضية. إلا أن اللجنة العلمية استبعدت تلك المسببات. وتوصل تقرير موسع نشر في 2008، إلى أن مرض حرب الخليج هو حقيقة، يعاني منه ربع الجنود الأميركيين السابقين، ممن شاركوا في حرب الخليج عامي 1990 و1991، والبالغ عددهم الإجمالي 700 ألف جندي. وخلص التقرير إلى وجود أدلة علمية، تثبت أعراض مرض حرب الخليج، إذ شخصت على أنها ناتجة من التعرض لمواد كيماوية تعدّ سامة. وذكر التقرير الحكومي المؤلف من 452 صفحة، أنه لم يتم العثور بعد على علاج للمرض، لكنه لاحظ أن عدداً قليلاً من الجنود السابقين الذين أصيبوا بالأعراض المشار إليها تخلصوا منها بمرور الزمن. يذكر أن مرض حرب الخليج يسبب تغييرات بيولوجية في الدماغ والجهاز العصبي للإنسان، ولم يكن متاحاً قبل صدور التقرير إمكانية تشخيص هذه التغييرات ولكن بعد صدوره، أصبح المرض معروفاً. وأشار التقرير إلى وجود سببين محتملين للمرض، الأول هو تناول جنود حرب الخليج لحبوب «بيريدوستيجمين البروميد» التي كانت تعطى للتخفيف من توترهم، أما الثاني فهو التعرض لمبيدات حشرية استخدمت في ذلك الوقت.