يختتم الأمير خالد بن سلطان اليوم الجمعة، الاحتفال ب «اليوم العالمي للغة العربية» الذي يستمرّ يومين، في مقر المنظمة العالمية للثقافة والتربية والعلوم «يونيسكو»، بدعوة من مديرتها العامة إيرينا بوكوفا ورئيس اللجنة الاستشارية لتنمية الثقافة العربية في المنظمة سفير المملكة السعودية زياد الدريس. ويأتي الاحتفال بموجب قرار أصدره المجلس التنفيذي لل «يونيسكو» عام 2012 ويقضي بتكريس يوم 18 كانون الأول (ديسمبر) من كل عام للاحتفال ب«اليوم العالمي للغة العربية»، وتولى الدريس تنظيم الاحتفال بتمويل من صندوق «برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز لدعم اللغة العربية». ويترافق الاحتفال الذي ترعاه هذا العام «دار الحياة» مع نشاطات في مؤسسات ومدن فرنسية محورها دور اللغة العربية وأهميتها، كما يقترن بمشاركة وتفاعل مع هذه المناسبة في العديد من العواصم والمدن العربية. وتعمدت اللجنة الاستشارية للمنظمة عدم اغفال توظيف وسائل التواصل الاجتماعي عبر حساب «يوم اللغة العربية» ودعم «اليوم العالمي للغة العربية» في مواقع «تويتر» و«فايسبوك» وغيرها من الوسائل الحديثة الكفيلة بإيصال صدى الاحتفال الى شريحة الشباب. ويصادف الاحتفال هذا العام أجواء حزينة تخيم على فرنسا نتيجة مجزرة «13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وما انبثق عنها من ريبة وتخوف حيال العالم العربي، وهو ما أقر به الدريس ل «الحياة»، لكنه رأى انه «لا يمكن ان نتوقف وان نيأس ونرفع أيدينا من أي عمل لمجرد أننا نعيش في وضع يزداد سوءاً للأسف». وأشار الدريس الى ان هناك من يحاجج ويتساءل عما اذا كان الوضع المأسوي، تحديداً في المنطقة العربية، يحتمل الاحتفال بيوم عالمي للغة العربية في ظل وجود اولويات أخرى، لافتاً الى ان هذا الوضع بات مألوفاً في العالم العربي منذ سنوات ولا يمكن ان يثني عن العمل والمبادرة. وبالنسبة الى الغرب، وتحديداً فرنسا، رأى انها تشهد تساؤلات تذكّر بوضع الولاياتالمتحدة بعد 11 ايلول (سبتمبر) وتتناول الثقافة العربية ومن ضمنها اللغة العربية وحتى الدين الاسلامي، مؤكداً انه ليس سعيداً أن تأتي «هذه الالتفاتة بسبب أحداث لا تبعث على السعادة»، لكنه رأى أنها «قد تحفظ بعض التوازن في مسألة التعامل مع الهويات الثقافية والدينية وإبداء المزيد من الاهتمام بالهويات الصغرى بالتوازي مع الاهتمام بالهوية الوطنية لكل بلد». وتخللت الندوة جلستا نقاش. تناولت الأولى دور اللغة العربية والعلماء العرب في تطوير العلوم في العصر الذهبي الاسلامي، وأدارها الأمين العام لمؤسسة الفكر العربي هنري العويط الذي أكد ان العرب بنقلهم تراث الأمم السالفة لم يكونوا مجرد نقلة بل كانوا فاعلين ومنتجين. وأضاف انه كان للعرب دور مجيد عرفوا فيه بسعيهم الى ترقية العلم، وأوروبا مدينة لهم بخدمتهم العلمية التي كان لها الدور الأكبر في النهضة الأوروبية. ولفت الى ان اللغة العربية لعبت دوراً مزدوجاً، اذ كانت قناة نقلت تراث الأغريق وغيرهم من الأمم ثم أصبحت لاحقاً الوعاء الذي صب فيه العرب ثمرة تجاربهم وعصارة انتاجهم. وأشار العويط الى ان اللغة العربية واجهت تحديات لأنها كانت لغة الخطابة والشعر وتوجب عليها ان تصبح لغة الفكر والعلوم ونجحت في ابتكار مرونة مكنتها من التعبير بدقة ووضوح بفضل طاقتها على الاشتقاق. وتناولت الجلسة الثانية التي أدارها المنسق العام للمجلس الدولي للغة العربية علي موسى، تقويم تجربة تعريب العلوم المعاصرة في الدول العربية. وتحدثت في الجلسة الاستاذة المتخصصة في الدراسات الاجتماعية في جامعة الملك سعود الجازي الشبيكي، والباحث في التراث والفلسفة الإسلامية رشيد الخيون، ورئيس المرصد الأوروبي لتعليم اللغة العربية بشير العبيدي، والخبير في قسم العلوم في «يونيسكو» جان بول ابيغا، والأمين العام لشركة الدراسات المعجمية والمشتقات اللغوية روبان لافيت. وتلت الجلستين حفلة موسيقية أحيتها فرقة «ليالينا». مؤسسات ثقافية وجهات رسمية سعودية تتنافس في الاحتفاء