فيما خصصوا مرمى جماعياً ل 200 من أغنامهم النافقة، برزت رؤوسها وعظامها المتناثرة من بين الصخور، وجّه 20 مواطناً من مربي الماشية في منطقة جازان أصابع الاتهام إلى فروع الزراعة في المنطقة، لعدم تجاوبها مع نداءاتهم المتكررة لإيجاد الحلول للأمراض التي فتكت بماشيتهم، وباتت تشغلهم خوفاً من أن تنتقل إلى البشر. وأوضح كل من المواطنين إبراهيم دوف أحد مربي الأغنام في محافظة المسارحة الذي نفق من أغنامه أكثر من 65 رأساً خلال موسم الربيع الماضي، ومحمد محزري ومحمد عجاجي من محافظة العارضة أن أغنامهم مصابة بمرض الديدان، مشيرين إلى أن فرع وزارة الزراعة اعتذر عن علاجها بحجة عدم وجود علاج. وقال المواطن أحمد الكليبي الذي فقد نحو عشرة من الماعز والضأن: «أبلغت زراعة جازان عن المرض الذي أصاب ماشيتي، إلا أن تأخرهم لمدة أسبوع جعل المرض يفتك بأغنامي»، مضيفاً أن أحد أقاربه في محافظة فرسان نفق لديه 30 رأساً في الشهرين الماضيين. وذكر يوسف الصلهبي من محافظة صبيا أنه خلال 12 يوماً نفق من قطيعه 43 رأساً من الماعز، وأنه أبلغ فرع وزارة الزراعة الذي صرف له علاجاً وهو عبارة عن بودرة تحل بالماء، لكنه لم يحقق أي نتيجة، مشيراً إلى أنه لقب بالراعي المشاغب لكثرة مطالبته بصرف الأدوية وتحصين أغنامه ضد المرض. وأشار حامد شريفي من وادي جازان إلى أن عدد النفوق في أغنامه وصل لأكثر من 100 رأس، وأن فرع الزراعة في أبوعريش اعتذر له لعدم وجود طبيب بيطري وعلاجات تناسب حالات المرض، فيما لفت محمد نبوسي إلى أن فرع الزراعة يباشر حالة نفوق جماعي في الحقو ل30 رأساً في يوم واحد، وعرض حالة جديدة من المرض عبارة عن احمرار في الجلد وتساقط في الصوف لدى الخرفان. وأوضح مواطنون آخرون أن أعراض المرض تمثلت في تورم بالرأس والرقبة والمفاصل، وكذلك التهابات في الفم، مع إسهال وحكة في الجلد، وكذلك ظهور ديدان تخترق أجسام الماشية وتفتك بحياتها، لافتين إلى أن فرع وزارة الزراعة طعم مجموعة من الأغنام السليمة فنفقت، ليزعم بعدها وجود وباء منتشر في المنطقة ويهدد الثروة الحيوانية. وأضافوا أن النفوق خلال هذا الموسم تجاوز السنين الماضية، وانتشر بشكل كبير في جميع محافظات جازان، «لدرجة أننا أصبحنا نخاف أن ينتقل المرض للبشر»، مطالبين بسرعة التدخل من الفرق البيطرية للمرور على حظائر الأغنام بجميع المحافظات. من جانبه، أوضح مدير الثروة الحيوانية الدكتور الفضل الزكري أنه لا يعلم عن حالات النفوق، ولم تصله بلاغات أو أي توجيه من الإدارة بهذا الخصوص، لافتاً إلى أن عملهم يقتصر على مدينة جازان نفسها والقرى القريبة منها، «إلا في حالة توجيهنا من الإدارة بمباشرة لأي حالات في المحافظات سنعمل على ذلك». وفي السياق ذاته، نفى مدير فرع وزارة الزراعة في المنطقة الدكتور محمد شريم، في خطاب وجّهه لوكيل إمارة المنطقة، وجود نفوق في المواشي في المنطقة سوى عنزة واحدة وجدها الفريق البيطري في قرية بوادي جازان، مشيراً إلى أنه لم ترد أي بلاغات لفرع الزراعة عن أية حالة نفوق خلال هذه الفترة.