بدأ أنصار التيار الصدري أمس بإجراء الاستفتاء الذي دعا إليه زعيمه مقتدى الصدر لاختيار مرشحهم المفضل لرئاسة الحكومة العراقية الجديدة بين خمسة مرشحين ليس بينهم مرشح من أعضائه، في حين يجول وفد من التيار في الدول العربية لاطلاعها على وجهة نظره. وقال الشيخ صلاح العبيدي الناطق باسم مقتدى الصدر ل «الحياة» إن «نتائج الاستفتاء ستكون ملزمة لكتلة أحرار»، وهي التسمية التي أطلقها الصدر على نوابه داخل «الائتلاف الوطني العراقي»، موضحاً أن «العديد من الكتل السياسية طالبتنا خلال الأيام الماضية بتسمية مرشحنا لرئاسة الحكومة، ونحن رهنا الأمر بالاستفتاء». ولفت العبيدي الى أن «التيار الصدري ربط تقديم مرشحه لرئاسة الحكومة بالاستفتاء لأن الانتخابات البرلمانية لم تنتج كتلة برلمانية فازت بالغالبية المؤهلة لتشكيل الحكومة، لهذا فان جميع القوائم غير مؤهلة لاختيار رئيس وزراء. وكي نبعد تسمية المنصب عن الصفقات السياسية أجرينا الاستفتاء». ولفت الى أن «التيار الصدري يؤمن بضرورة تشكيل حكومة شراكة وطنية تضم جميع الفائزين في الانتخابات لكونهم يمثلون رغبات الناخب العراقي، ومن الخطأ عزل أحدهم لأن ذلك يعني تجاوز الإرادة الشعبية التي أجريت في الانتخابات». وبدأت مكاتب الصدر منذ صباح أمس استفتاء العراقيين الراغبين في اختيار مرشحهم المفضل لتولي منصب رئيس الوزراء من بين خمسة أسماء هي إياد علاوي ونوري المالكي وعادل عبد المهدي وإبراهيم الجعفري ومحمد باقر الصدر. رئيس الوزراء نوري المالكي ومنافسه الأبرز رئيس الوزراء السابق إياد علاوي ورئيس الوزراء السابق إبراهيم الجعفري ونائب رئيس الجمهورية القيادي في «المجلس الأعلى الإسلامي» عادل عبد المهدي وجعفر محمد الصدر. يذكر أن الأخير هو نجل آية الله محمد باقر الصدر الذي أعدمته السلطات العراقية عام 1980 مع شقيقته، وقد فاز في الانتخابات ضمن «ائتلاف دولة القانون» بزعامة المالكي. ويلاحظ أن التيار لم يطرح اسم مرشح من أعضائه. ونقلت «فرانس برس» عن حسام المؤمن مدير دائرة الاستفتاء في التيار الصدري انه «فتحت مئات المراكز أبوابها التاسعة صباحاً في جميع المحافظات باستثناء وجود محدود في إقليم كردستان، ويتولى 3500 متطوع العمل». وأضاف: «هناك مئتا مركز للاستفتاء في بغداد وآلاف الفرق الجوالة» التي تتنقل في الشوارع لاستطلاع آراء الراغبين. وأكد المؤمن أن «حوالى 25 في المئة من المشاركين نساء». وأضاف أن «الاستفتاء رسالة بأن التيار الصدري لديه قدرات بإمكانها التعامل مع الجميع من دون استثناء». وقال القيادي في التيار رجل الدين حازم الأعرجي إن «الاستفتاء يكشف رأي الشعب، ونتيجته ستكون ملزمة وسيتبناها التيار». وكشف عن رسالة من الصدر ممهورة بخاتمه تؤكد انه «بحسب الموازين السياسية، فقد يكون من الصعب اختيار رئيس وزراء، وأجد من المصلحة إيكال الأمر الى الشعب مباشرة». وتوزع مكاتب الصدر والفرق الجوالة أوراقاً مطبوعة لاختيار اسم من أصل خمسة. وانتشرت قوات أمنية في المناطق التي يجري فيها الاستفتاء الذي يشارك في الإشراف عليه، إضافة الى لجان التيار الصدري، ممثلون عن شبكات المراقبة ومنظمات المجتمع المدني والمرشحين فضلاً عن وسائل الإعلام التي ستتابع مجرياته. وقال الشيخ محمد الساعدي أحد المسؤولين عن مراكز الاقتراع في مدينة الصدر ل «الحياة» إن «مراكز الاقتراع الثابتة والجوالة شهدت إقبالاً كثيفاً على الاستفتاء الذي بدأ اليوم (أمس) وينتهي غداً (اليوم) ليس فقط من اتباع التيار الصدري ولكن من خارجه أيضاً». وأوضح انه «تم تشكيل لجان فرعية وتوزيع صناديق الاقتراع على المساجد والمقاهي والمناطق العامة وكذلك استمارات تحمل أسماء 5 مرشحين إضافة الى حقل سادس يمكن أن يكتب الناخب من يراه أهلاً لتولي رئاسة الحكومة من غير المرشحين الأصليين» مضيفا أن «فرقاً جوالة بدت تجوب المنازل لضمان أوسع مشاركة في الاستفتاء». وقال يوسف الكناني وهو أحد الناشطين في حملة الاستفتاء «يحق للأشخاص الذين تجاوزوا سن 18 المشاركة في التصويت الذي يتم عبر وضع البطاقة داخل ظرف كبير على أن تجمع الظروف في وقت لاحق لإرسالها الى مركز العد في مقر الهيئة السياسية بالكرخ في الكاظمية». وأضاف: «يتم جمع البطاقات التي تخضع للتدقيق لاحقاً من قبل المركز العام للاستفتاء في الكرخ أو في الرصافة، بحسب التوزيع الجغرافي». وأشار الكناني الى أن «النتيجة ستظهر خلال أيام». وقال صالح الجيزاني المسؤول عن مركز أهل البيت: «إن الإقبال جيد، من النساء والرجال (... ) والناس سعداء يعتبرون الأمر بمثابة كرنفال لأنهم يمارسون حقهم باختيار المرشح الى رئاسة الوزراء». وجاء قرار التيار الصدري إجراء الاستفتاء بعد تقاطر المسؤولين العراقيين الى زعيم التيار مقتدى الصدر الموجود في قم في إيران حالياً لتسمية مرشحه لرئاسة الحكومة بوصفه اللاعب البارز في تحديد المرشح بعد حصول تياره على 38 مقعداً من أصل 70 حصل عليها «الائتلاف الوطني العراقي» التي ينضوي تحت لوائه التيار الصدري، الأمر الذي يجعله العماد الأساسي ل «الائتلاف الوطني». الى ذلك، أعلن العبيدي أن «رئيس الهيئة السياسية في التيار كرار الخفاجي يقود وفداً لزيارة عدد من الدول العربية من أجل إيضاح وجهة نظر التيار إزاء ما يجري في العراق». وأوضح أن الهدف من الجولة «بناء علاقات متبادلة تقوم على أساس عدم التدخل في الشؤون العراقية واستكشاف وجهة نظر الدول العربية»، مشيراً الى أن الوفد زار سورية حيث التقى الرئيس بشار الأسد كما زار عمان للقاء المسؤولين الأردنيين». وأشار الى «احتمال أن ينتقل الوفد اليوم (الجمعة) الى السعودية ودول أخرى سيزورها». كما أكد العبيدي أن القيادي في التيار نصار الربيعي «التقى السفير المصري (أشرف شاهين) في بغداد الخميس وشدد الطرفان على أهمية الدور العربي خلال المرحلة المقبلة في العراق وما يمثله التيار الصدري داخل التركيبة السياسية».