باريس، بروكسيل، براغ - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الفرنسي فرنسوا هولاند في قمة عقداها في البيت الأبيض أمس، بعد أيام على اعتداءات باريس التي حصدت 130 قتيلاً في 13 الشهر الجاري، زيادة الضربات والتعاون الاستخباراتي من اجل «تدمير» تنظيم «داعش». ووجها دعوة الى روسيا ل «التركيز على داعش وليس المعارضة السورية المعتدلة وقبول حل سياسي» في سورية. جاء ذلك بعد إعلان باريس تنفيذ 1233 عملية دهم أسفرت عن توقيف 165 شخصاً وضبط 230 قطعة سلاح منذ فرض الطوارئ إثر الاعتداءات الدموية. وأوضح وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف، أن نحو نصف المضبوطات «أسلحة كتف وأسلحة حربية». ولليوم الرابع، أبقت السلطات البلجيكية حال التأهب القصوى في بروكسيل، مع رفع عدد المتهمين بالتورط باعتداءات باريس إلى خمسة، وإصدارها مذكرة توقيف دولية في حق شخص يقود سيارة استخدمت في الاعتداءات. وأكد أوباما وقوفه إلى جانب الشعب الفرنسي ضد «الإرهابيين»، وقال: «الولاياتالمتحدةوفرنسا متحدتان ومتضامنتان لتقديم الإرهابيين للعدالة والدفاع عن دولنا»، مضيفاً أن «داعش وفكره يمثلان تهديداً خطراً لنا جميعاً». وتعهد الرئيس الأميركي «تدمير داعش عبر تكثيف الضربات الأميركية - الفرنسية على مواقعه في سورية والعراق»، فيما أوضح هولاند أن هذه الضربات ستستهدف قيادة التنظيم ومراكزه الحيوية. وكشف أوباما أنه سيوقع هذا الأسبوع قراراً في شأن تعزيز التعاون الاستخباراتي والتنسيق مع فرنسا، فيما دعا الاتحاد الأوروبي الى تشديد إجراءات الأمن لمنع توافد المقاتلين من سورية وإليها. الى ذلك، أكد هولاند أن فرنسا «تريد العمل مع روسيا ضد داعش»، وحدد شرطين، الأول تركيز روسيا ضرباتها على «داعش» وليس المعارضة السورية، والثاني قبولها حلاً سياسياً فوراً، وحض تركيا على إغلاق حدودها مع سورية «لمنع تسلل المقاتلين». وشدد هولاند على أهمية «العمل مع تركيا لإيجاد حل للاجئين لإبقائهم قرب بلدهم». في فرنسا، دهمت شرطة مكافحة الإرهاب موقع إمام سلفي سوري الأصل يدعى أوليفييه كوريل الملقب ب «الأمير الأبيض»، وذلك في قرية أريجا بجبال البرانس (جنوب غرب). ويشتبه في أنه مرشد محمد مراح الذي قتل 7 أشخاص بالرصاص في تولوز عام 2012، وفابيان كلين الذي نقل في تسجيل صوتي تبني «داعش» اعتداءات باريس. تزامن ذلك مع إعلان المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية أنه سيُصدر قريباً شهادة تسلم إلى أئمة بعد امتحان معارفهم الفقهية واحترامهم لقيم الجمهورية الفرنسية. وأوضح رئيس المجلس أنور كبيبش أن التأهيل سيرفق ب «ميثاق إمامة» لن يكون إلزامياً لتعيين إمام، لأن المجلس الذي تأسس قبل عشر سنوات بمبادرة من السلطات، لا يمثل كل المساجد وقاعات الصلاة في البلاد. وأشار إلى تشكيل «مجلس ديني» قريباً داخل المجلس يُكلف «إعداد خطاب بديل في سبيل إسقاط أي حجج تستخدمها المنظمات الإرهابية والجهادية لتجنيد شباننا». وليل الإثنين، عثرت السلطات على حزام ناسف في صندوق للنفايات في بلدة مونروج جنوبباريس، قرب مكان رُصِد فيه هاتف استخدمه صلاح عبد السلام، أحد منفذي الاعتداءات التي هزت فرنسا. وفي تشيخيا، اعتبر الرئيس ميلوس زيمان أن الارهابيين «يستغلون أزمة الهجرة غطاءً للتسلل الى دول الاتحاد الأوروبي»، داعياً الجيش الى الاستعداد للدفاع عن الحدود. وقال الرئيس اليساري لقادة الجيش: «من السذاجة الاعتقاد بأن لا علاقة بين موجة الهجرة والإرهاب، إذ سيكون علينا أن نفترض أن ليس هناك جهاديون محتملون بين المهاجرين. بات الخطر قريباً من حدودنا، ولا نستطيع أن نقدّر عددهم بدقة لكن بعضهم شارك في اعتداءات باريس».