واصلت الطائرات الحربية الفرنسية الثلاثاء قصف اهداف لتنظيم «داعش» الارهابي في سوريا، فيما تعهدت روسيا بتكثيف حملتها الجوية في اعقاب الاعتداءات الدموية التي ضربت باريس وزادت التصميم الدولي للقضاء على الجهاديين وانهاء الحرب السورية. بينما، قال مصدر قريب من التحقيقات الثلاثاء إن صوت جهادي يعلن مسؤولية تنظيم داعش في هجمات الأسبوع الماضي في باريس قد تم تحديد هويته على انه رجل عمره 36 عاما قالت السلطات الفرنسية انها تعتقد انه في سوريا الآن. من جهة أخرى، أظهر شريط فيديو تم التأكد من صحته وجود مهاجم تاسع في الاعتداءات التي شهدتها باريس وهو عضو في المجموعة التي هاجمت المقاهي والمطاعم، حسب ما أعلنت مصادر مقربة من التحقيق والشرطة لوكالة فرانس برس. وتوعد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بضرب تنظيم داعش الارهابي بلا هوادة ردا على «أعمال الحرب»، كما ان روسيا سعت الى الانتقام بتكثيف حملتها الجوية بعد تأكيدها ان اعتداء بقنبلة كان السبب في تحطم طائرة الركاب الروسية فوق سيناء المصرية الشهر الماضي وادت الى مقتل 224 شخصا. وكان تنظيم داعش الارهابي الذي يسيطر على مساحات كبيرة من سورياوالعراق تبنى اسقاط الطائرة الروسية، كما اعلن مسؤوليته عن تفجيري بيروت الاسبوع الماضي. ويلتقي هولاند نظيره الامريكي باراك اوباما في واشنطن في 24 نوفمبر، وينتقل بعدها الى موسكوللقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 26 من الشهر نفسه. من جهة اخرى، نفذت الشرطة الفرنسية اكثر من 120 عملية دهم ليل الاثنين الثلاثاء، فيما استمرت مطاردة المشتبه به الرئيس في الاعتداءات صلاح عبدالسلام (26 عاما) المقيم في بلجيكا. بينما استمر سكان العاصمة الفرنسية الذين ما زالوا تحت وقع الصدمة بالتجمع لاضاءة الشموع ووضع الزهور، فيما علقت صور الضحايا الشبان مبتسمين في اماكن الهجوم وأمام مقار عملهم. والى جانب حملة المداهمات الواسعة النطاق على اراضيها، شنت فرنسا غارات جديدة في سوريا ضد تنظيم داعش. وليل الاثنين الثلاثاء قصف الطيران الفرنسي للمرة الثانية خلال 24 ساعة معقل الجهاديين في الرقة بشمال سوريا ودمر مركز تدريب ومركز قيادة، بحسب رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس. وقال هولاند الاثنين ان «أعمال الحرب التي وقعت الجمعة تقررت ودبرت في سوريا واعد لها ونظمت في بلجيكا ونفذت على ارضنا بتواطؤ فرنسي». واشار الرئيس الفرنسي ايضا الى ان حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول ستبحر الخميس في اتجاه الشرق الاوسط ويرتقب ان يضاعف ذلك «بمعدل ثلاث مرات قدرات التحرك» العسكرية للجيش الفرنسي. من جهته، ابدى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، بعد ايام على اعتداءات باريس، تصميمه الثلاثاء على اقناع النواب البريطانيين بجدوى توسيع نطاق الضربات البريطانية ضد تنظيم داعش الى سوريا. وفيما تقتصر الضربات البريطانية ضد تنظيم داعش على العراق حتى الآن، قال كاميرون للنواب البريطانيين في وستمنستر، «اعتقد حازما بضرورة التحرك ضد الدولة الاسلامية في سوريا». وقال ان «بلادنا تواجه تهديدا مباشرا ومتزايدا، ويتعين علينا مواجهته، ليس في العراق فقط، بل في سوريا ايضا». واضاف «لا يمكننا، ويتعين علينا ان لا ننتظر ان يتحمل آخرون المسؤولية وان (يتعرضوا) للمخاطر من اجل حماية بلادنا». فيما قال الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع مجلة فالير اكتويل الفرنسية إن بلاده لن تتعاون مع فرنسا في تبادل المعلومات المخابراتية إلا اذا غيرت باريس سياساتها في المنطقة. وقال الأسد في المقابلة التي أجريت بعد يوم من هجمات باريس «إن لم تكن الحكومة الفرنسية جادة في حربها على الإرهاب فلن نضيع وقتنا في التعاون مع بلد أوحكومة اومؤسسة تدعم الإرهاب» (حسب قوله). إلى ذلك، وبعد 4 ايام على اعتداءات باريس اراد الاتحاد الاوروبي ان يظهر تضامنه مع فرنسا بتقديم دعم «بالاجماع» بعد ان طلبت مساعدة عسكرية وباظهار تساهل في حال عدم الالتزام مجددا بالموازنة المحددة. وامام البرلمان الفرنسي المجتمع في فرساي قرب باريس، وجه الرئيس فرنسوا هولاند الاثنين نداء الى الدول الاوروبية الاخرى متذرعا لاول مرة في تاريخ الاتحاد الاوروبي ب»بند تضامن» ورد في المعاهدات. وردت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني الثلاثاء بعد اجتماع وزراء دفاع الاتحاد ال28 في بروكسل بالقول «اعرب الاتحاد الاوروبي بالاجماع على لسان جميع دوله الاعضاء عن اشد دعمه واستعداده لتقديم المساعدة المطلوبة لفرنسا». حتى وان لم يتخذ اي قرار رسمي، ووافقت كافة الدول على طرح فرنسا المادة 42-7 للمعاهدات الاوروبية التي تنص على بند التضامن اذا ما تعرض احد بلدان الاتحاد الاوروبي لاعتداء. وقال وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان انه دعم بالاجماع»، انه «ميثاق سياسي كبير جدا».