انتخب ماوريسيو ماكري رئيساً للأرجنتين، خلفاً للرئيسة السابقة كريستينا كيرشنر. وهذه هي المرة الاولى منذ أكثر من عقد التي تنتزع فيها المعارضة المحسوبة على يمين الوسط منصب الرئيس من حزب البيرونيين المحسوب على وسط اليسار. وبنى الليبرالي ماوريسيو ماكري شهرته عندما ترأس نادي بوكا جونيورز العريق لكرة القدم من العام 1995 الى 2007، وفاز ب17 من اهم الكؤوس. ويقول عن هذه المرحلة انها "لحظات سعادة كبرى". وبدأ ماكري العمل السياسي في 2003 عندما أسس حزبه واعلن التزامه التغيير. وترشح في الانتخابات لمنصب رئيس بلدية بوينس آيرس، لكنه هزم. وبعد سنتين، انتخب نائباً في البرلمان الاتحادي. وفي العام 2007 تخلى عن رئاسة نادي بوكا جونيورز، واسس حزبه "الاقتراح الجمهوري" اليميني الذي سمح له بالوصول الى رئاسة بلدية العاصمة. ولد ماكري في الثامن شباط (فبراير) 1959 في مدينة تانديل الصغيرة في مقاطعة بوينيس آيرس، من أب إيطالي، ودرس الهندسة، ثم عمل في مصرف "سيتي بنك"، وتولى ادارة شركات تابعة لمجموعة ماكري التي يملكها والده لنحو 12 عاماً. وينوي ماكري (56 عاماً)، اعطاء دفع جديد للارجنتين، مثلما قام بتحديث وتنشيط العاصمة خلال ولايتيه على رأس بلديتها. ووعد ماكري الارجنتينيين بان يكون "رئيساً يتكلم اقل، ويلبي اكثر التطلعات"، ملمحاً بذلك الى الخطب الطويلة والمتكررة للرئيسة المنتهية ولايتها كريستينا كيرشنر. ولماكري ثلاثة اولاد من زواجه الاول عندما كان في ال22 من العمر. واقترن بعد ذلك بزوجته الحالية جوليانا عواضة، وهي ابنة المغترب اللبناني من مدينة بعلبك إبراهيم عواضة، ومن أم سورية الأصل اسمها إيلسا استير بكر. ولديهما ابنة في الثالثة من العمر. جوليانا التي ستصبح سيدة الأرجنتين الأولى حين يتسلم زوجها منصبه في كانون الثاني (يناير) المقبل، ملمة بالإسبانية والإنكليزية والفرنسية، وببعض العربية التي تعلمتها في منزل عائلتها وفي اثناء زيارات عدة قامت بها الى دول عربية، زيارتان منها إلى لبنان، وواحدة إلى مصر والمغرب، وهي تشارك بحيوية في أعمال والدها الناشط منذ ستينات القرن الماضي في صناعة المنسوجات في الأرجنتين. وتحدثت جوليانا في إحدى المقابلات التي أجرتها معها صحيفة "لانكيون" الأرجنتينية، في نيسان (أبريل) 2012 ، وقالت إن والدها مسلم ليبرالي، وان إحدى شقيقتيها تزوجت في الكنيسة من دون معارضة والدها، أما شقيقتها الثانية، فمتزوجة من يهودي ليبرالي أيضاً. وانتُخب ماكري بعد حصوله على 54 في المئة من الأصوات في الدورة الثانية من الانتخابات التي جرت الأحد الماضي، في مقابل 46 في المئة لمنافسه مرشح اليسار والسلطة دانيال سيولي. واظهرت نتائج رسمية أولية بعد فرز 10 في المئة من الأصوات فوزه على منافسه. وبهذا الاقتراع التاريخي، تطوي الأرجنتنين صفحة حكم آل كيرشنر الذي استمر 12 عاماً، بدءاً بنستور كيرشنر (2003-2007)، ثم زوجته كريستينا التي خلفته في الرئاسة. ولم تتمكن كيرشنر التي تراست الارجنتين منذ العام 2007، وهي البلد الذي تملك ثالث أكبر إقتصاد في أميركا اللاتينية، من الترشح لأن الدستور يقصر الرئاسة على ولايتين متتاليتين.