باريس – أ ب، رويترز، أ ف ب – أعلن رئيس الوزراء الفرنسي السابق دومينيك دوفيلبان أمس، تأسيس حزب سياسي جديد من يمين الوسط، يأمل عبره بتحدي الرئيس نيكولا ساركوزي في الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2012. وقال دوفيلبان في مؤتمر صحافي: «قررت إنشاء حركة سياسية جديدة ستكون حرة ومستقلة». وأشار الى ان الحزب الذي لم يختر اسماً له بعد، سيُطلق رسمياً في باريس في 19 حزيران (يونيو) المقبل. وهاجم سياسات ساركوزي، مشدداً على ان حركته ستعتمد نهجاً اجتماعياً أكثر عدلاً. وقال ان «شعار نضالنا سيكون جمهورية تضامن»، معرباً عن قلقه إزاء تراجع «النموذج الفرنسي». وقال: «نحتاج الى تغيير في السياسات». وشدد على تمسكه ب «فرنسا تكون في مستوى تمايزها وفرادتها». وأعرب دوفيلبان عن «عدم ارتياحه» إزاء مساعي الحكومة الى حظر ارتداء النقاب، وتقليص الوظائف العامة. وقال ان على فرنسا ألا تخشى رفع الضرائب، خصوصاً على الأغنياء، للتغلّب على الازمة المالية وخفض العجز الهائل في الموازنة. وشدد على ضرورة ردم الهوة بين الأغنياء والفقراء، والإبقاء على مسائل الرعاية الاجتماعية. لكن وزيرة العدل ميشيل أليو - ماري أعربت عن شكوكها، قائلة: «أريد أن ارى ما اذا كان ذلك تمريناً على تدمير يستهدف شخصاً ما، أم مشروع بناء يستهدف إيجاد آفاق أفضل لفرنسا». وكان دوفيلبان رئيساً للوزراء بين العامين 2005 و2007، خلال عهد الرئيس السابق جاك شيراك، ونافس ساركوزي في السباق الرئاسي لخلافة شيراك. وخاض دوفيلبان وساركوزي نزاعاً قضائياً أواخر 2009، في إطار قضية «كليرستريم» حول عملية تلاعب سياسي كبيرة استهدفت الاساءة الى سمعة ساركوزي قبل انتخابه عام 2007. بُرِّئ دوفيلبان في كانون الثاني (يناير) الماضي، لكن محاكمة ثانية ستجري مطلع 2011، بعدما استأنفت النيابة العامة الحكم. ومنذ تبرئته، طرح دوفيلبان نفسه «بديلاً داخل الغالبية»، استعداداً كما يبدو لانتخابات الرئاسة عام 2012. لم يخض دوفيلبان خلال حياته السياسية أي انتخابات عامة، لكن استطلاعات رأي أظهرت تفوقه على ساركوزي، في نيات التصويت لانتخابات الرئاسة. وأجرى الرئيس الفرنسي الاثنين الماضي تعديلاً حكومياً، بعد الهزيمة القاسية التي مني بها حزبه في الانتخابات الإقليمية. وفي محاولة كما يبدو لتقويض الحزب الجديد لدوفيلبان، ضم ساركوزي الى الحكومة أحد المقربين من خصمه، وهو النائب جورج ترون الذي كُلِّف حقيبة الوظيفة العامة.