أعلنت السلطات التونسية رفع درجة التأهب الأمني إلى درجة «حزم 2» وذلك لمواجهة «تهديدات إرهابية جدية» متصاعدة في الآونة الأخيرة، تزامناً مع حملة اعتقالات واسعة تنفذها الوحدات الأمنية التونسية في صفوف عناصر مشتبهة بالإرهاب. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية التونسية وليد اللوقيني ل»الحياة» إنه «تم رفع درجة التأهب إلى درجة حزم 2 والتي تأتي قبل درجة التأهب القصوى (حزم 1)» وذلك تعليقاً على التحركات الأمنية التي تشهدها البلاد منذ الأسبوع الماضي، في محافظات عدة، بخاصة سوسة والمنستير والمهدية (شمال شرق) لتفكيك «خلية إرهابية خطرة» تخطط لاستهداف مقرات أمنية ومنشآت حيوية ورجال أعمال وسياسيين وفق ما أعلنت وزارة الداخلية. وصرح الناطق باسم الداخلية بأن وحدات الأمن اعتقلت عشرات العناصر المشتبهة بالإرهاب في محافظات عدة من البلاد، من بينها «3 عناصر إرهابية في محافظتي سليانة وعنصران في محافظة القصرين بحوزتهما ملابس ملطخة بالدماء». وتنفذ السلطات حملات تمشيط واسعة النطاق في عدد من المحافظات، بخاصة تلك القريبة من المرتفعات الغربية قرب الحدود مع الجزائر، وذلك بعد إقدام عناصر مسلحة موالية لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي على قطع رأس طفل راعٍ يوم الجمعة الماضي في محافظة سيدي بوزيد (وسط غرب). وشهدت المناطق القريبة من المرتفعات الغربية تحركات عناصر مسلحة هاجمت منازل وسكاناً، مثيرةً حالة من الرعب في صفوف الأهالي الذين طالبوا قوات الأمن والجيش بتأمين المناطق القريبة من الجبال. وأوضح اللوقيني أن «الضربات القوية والموجعة التي وجهتها العناصر الأمنية للإرهابيين أزعجتهم وهذا يفسر حالة الإرباك التي يعيشونها واضطرارهم للنزول إلى المنازل بعد محاصرة شبكات إمدادهم». وقال إن «الإرهابيين في الجبال الغربية يعيشون في جوع وحصار نتيجة عمليات التمشيط المتواصلة ويسعون إلى تشتيت جهود وحدات الأمن والحرس والجيش وتصدير أزمتهم في الجبال إلى الشعب التونسي في قرى وبلدات المنطقة المجاورة للمرتفعات الغربية». واعتبر اللوقيني أن «العملية التي نفذتها وحدات أمنية في محافظاتسوسة والمنستير والمهدية والتي تم فيها اعتقال 17 عنصراً خطراً يشكلون خلية إرهابية تخطط لهجمات مسلحة متزامنة شكّلت ضربة قوية للإرهاب والمجموعات المسلحة في الجبال وهو ما يفسر ارتباكهم ويأسهم». وشدد على أن وزارة الداخلية لن تقدم أي معطيات بخصوص العملية الأمنية التي أطاحت بالخلية المسلحة المذكورة «وذلك لضمان سير العملية المتواصلة ولخطورة المعلومات المتوافرة»، مضيفاً أن «البلاد تجنبت هجمات مسلحة كبرى بفضل هذه العملية الناجحة». وحذرت تقارير أمنية واستخباراتية من هجمات محتملة قد تنفذها مجموعات مسلحة قادمة من الأراضي الليبية، بخاصة بعد سيطرة مجموعات متشددة على مناطق قرب الحدود التونسية الليبية جنوب البلاد، وكانت وحدات الجيش أحبطت عمليات تسلل تهريب أسلحة ومقاتلين عبر الحدود. وأعلنت وحدات الجمارك التونسية أول من أمس، اعتقال 3 عناصر كانت تنوي الاتجاه إلى الأراضي الليبية للالتحاق بمعسكرات تدريب هناك. وتلقى منفذو هجومي باردو وسوسة الدمويين تدريبات في معسكر صبراتة في ليبيا. وتقف «كتيبة عقبة بن نافع» الموالية لتنظم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وراء معظم العمليات الإرهابية في البلاد بخاصة في المرتفعات الغربية، وتضم في صفوفها تونسيين ومغاربة وأجانب وتتمركز أساساً في جبل الشعانبي (محافظة القصرين) ومرتفعات جبلية أخرى حدودية مع الجزائر غرب البلاد.