أقدمت عناصر إرهابية مسلحة على قتل فتى تونسي وقطع رأسه، قرب المرتفعات الغربية القريبة من الحدود مع الجزائر، فيما سافر الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي إلى باريس أمس، لتعزية نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند، بعد سلسلة الهجمات الدامية التي هزّت باريس ليل أول من أمس. وذكرت وزارة الداخلية التونسية أن «إرهابيين قطعوا رأس فتى تونسي يبلغ من العمر 16 سنة، كان يرعى الأغنام في جبل في محافظة سيدي بوزيد» أول من أمس، وقامت المجموعة بتسليم رأس الراعي إلى أحد أقربائه ليتولى تسليمه إلى أهله في حادثة سببت غضباً واحتقاناً في البلاد. وتُعدّ هذه العملية الثانية من نوعها، إذ قُتل راعي أغنام آخر الشهر الماضي، بعد أن اتهمته عناصر مسلحة بالتعاون مع الوحدات الأمنية ومدها بمعلومات عن تحركات المسلحين، ونشرت صفحات تابعة لمجموعات إرهابية على شبكة الانترنت قبل أيام، فيديو مصوراً يوثق استجواب وإعدام الراعي. وتوجه عدد من أهالي الفتى المقتول إلى المنطقة العسكرية المغلقة القريبة من جبل «المغيلة» من جهة محافظة سيدي بوزيد (وسط غرب) للبحث عن جثته، وعثروا عليها ملقاة على سفح الجبل، في ظل تجاهل رسمي للحادثة. وكانت كتيبة عقبة بن نافع» التابعة لتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» نشرت الأربعاء الماضي، شريط فيديو مدته 22 دقيقة، أظهر عملية إعدام راعيين تونسيين قبل أكثر من شهر اتهمتهما بالتجسس. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية التونسية وليد اللوقيني إن «العملية المتوحشة التي نفذتها عناصر إرهابية، تُعتبر رداً يائساً وجباناً على عملية سوسة الاستباقية التي نفذتها الوحدات الأمنية والتي جنبت البلاد ضربات إرهابية كانت على وشك الوقوع». وأشار اللوقيني إلى أن وحدات الحرس الوطني (الدرك) ووحدات الجيش تنفذ عملية تمشيط واسعة النطاق في المرتفعات الغربية القريبة من الحدود الجزائرية، لإلقاء القبض على منفذي العملية والذين ينتمون لكتيبة عقبة بن نافع الموالية لتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». يُذكر أن وحدات أمنية خاصة لا تزال تنفذ عملية أمنية واسعة النطاق تهدف إلى تفكيك «خلية إرهابية خطرة» تخطط لاستهداف منشآت أمنية وحيوية واغتيال شخصيات سياسية بارزة في محافظة سوسة الساحلية. وأمكن اعتقال بعض عناصر تلك الخلية، فيما تتكتم السلطات عن التفاصيل «لاعتبارات أمنية». وقالت عائلة الفتى القتيل إن «السلطات الرسمية تجاهلت العائلة ولم تكلّف نفسها عناء الاتصال لتقديم التعازي، رغم أن رأس الفقيد ظل طوال الليل في الثلاجة، في انتظار العثور على بقية جثته». وتواجه تونس تحركات جماعات مسلحة موالية ل «القاعدة» وعناصر أخرى تابعة لتنظيم «داعش» تسعى إلى شنّ هجمات في تونس بهدف بث الفوضى والبلبلة في البلاد التي أجرت انتقالاً ديموقراطياً سلمياً وأجرت حواراً وطنياً نالت عليه جائزة نوبل للسلام لهذا العام. وتقف «كتيبة عقبة بن نافع» الموالية لتنظم «القاعدة» في المغرب الإسلامي خلف معظم العمليات الإرهابية في البلاد بخاصة في المرتفعات الغربية، وتضم في صفوفها تونسيين ومغاربة وأجانب وتتمركز أساساً في جبل الشعانبي (محافظة القصرين) ومرتفعات جبلية أخرى حدودية مع الجزائر (غرب). وتمكنت الوحدات الأمنية التونسية في الآونة الأخيرة، من تفكيك «خلايا إرهابية» تخطط لهجمات مسلحة في تونس أو تقوم بتسفير الشباب إلى بؤر التوتر في ليبيا وسورية والعراق، كما اعتُقِل عشرات المتهمين بتمويل أو تلقي تمويلات لأنشطة إرهابية، وفق وزارة الداخلية.