استنفرت الأجهزة الحكومية في محافظة جدة أمس طاقاتها البشرية والآلية، لمباشرة تبعات الأمطار الغزيرة التي شهدتها جدةومكةالمكرمة وقراها. فيما أغلقت السيول طريق مكة القديم، إذ أغلقت إدارة الدفاع المدني الطريق الذي يربط كيلو سبعة مع منطقة البلد، بعد تدفق كميات كبيرة من السيول. وشرعت تلك الأجهزة في الإعداد لمواجهة أي حوادث قد تحدث على خلفية الأمطار الغزيرة. فيما واصلت تحذيراتها لسكان جدة، وطالبتهم بالبقاء في منازلهم. وقال المدير العام لميناء جدة الاسلامي الكابتن عبدالله الزمعي ل«الحياة»: «إن الحركة الملاحية البحرية توقفت اليوم (أمس) في الميناء؛ بسبب التغيرات التي طرأت على الأحوال الجوية، والأمطار الغزيرة التي شهدتها محافظة من صباح اليوم (أمس). وأضاف: «إن سرعة الرياح راوحت بين 45 و 50 عقدة في الساعة»، مشيراً إلى أن العمليات التشغيلية «مستمرة ولم تتأثر في الميناء». وانعكس الوضع على حجم الحركة في الشوارع، إذ خلت بعضها من الحركة. فيما أعلن فرع هيئة السياحة في جدة استعداداته للمساهمة في عمليات الإيواء، لافتاً إلى أنه يتابع مع الأجهزة المعنية مستويات هطول الأمطار، وتطبيق خطط الإيواء المعتمدة في مثل هذه الحالات. من جانبه، أوضح المتحدث باسم إدارة مرور جدة العقيد زيد الحمزي ل«الحياة»، أنه تم نشر جميع منسوبي المرور من ضباط وأفراد وإداريين، ودوريات المرور في شوارع المحافظة كافة، وتمت مباشرة عدد من المواقع لفك الاختناقات المرورية التي حدثت بسبب تجمع كميات مياه الأمطار. وأضاف: «تم إغلاق بعض الشوارع والأنفاق احترازاً، بعد أن سجلت ارتفاعاً في منسوب المياه». وأشار الحمزي إلى أنه تم توجيه حركة سير عدد من الطرق إلى أخرى؛ لتسهيل حركة المرور. ولفت إلى أن دوريات المرور باشرت فك الاختناقات المرورية في طريق الحرمين، وشارع الستين، واللذين شهدا ارتفاعاً كبيراً في منسوب المياه، مشيراً إلى أنه تم إغلاق نفقي السلام والملك عبدالله، موضحاً أنه تجري متابعة طريق الحرمين، وتحويل حركة المرور إلى اتجاهات أخرى. وأشار المتحدث باسم المرور إلى أنه جرى التنسيق مع «أمانة جدة»، وإدارة الدفاع المدني؛ لسحب مياه الأمطار التي تجمعت في الأنفاق، وعدد من الطرق الأخرى، لفتحها أمام الحركة المرورية التي تم تحويلها إلى طرق الأمير ماجد، والأمير متعب، والملك عبدالله. وشدد على أن إدارة مرور حدة «ستتابع الأحداث حتى انتهاء فتح الطرق المغلقة، وتحرير الحركة المرورية فيها». إلى ذلك، باشر مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة خالد الفيصل عمله أمس، في مركز إدارة الأزمات والكوارث، وتابع سير عمل الجهات المشاركة في المركز، وآلية تعاملها مع الحالة المطرية التي تشهدها محافظات عدة في المنطقة. ووجّه في اتصال مباشر بغرفة عمليات، الأجهزة الأمنية العاملة في الميدان، رسالة شكر وتقدير للقطاعات العاملة كافة، داعياً بالتوفيق للجميع في إدارة الحالة المطرية، التي بدأت من محافظة جدة، وتحولت إلى العاصمة المقدسة، ومن ثمّ إلى الطائف.ووقف على العمل الميداني للقطاعات في التعامل مع الأمطار، واطلع عبر الكاميرات الرابطة بين السدود والمركز على الوضع القائم، بمشاركة طيران الأمن الذي ينفذ طلعات لتزويد المركز بصورة جوية مباشرة لبعض المواقع، وكذلك الخطط المرورية لفك ارتباك السير في بعض المواقع. إلى ذلك، أعلن وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل، عبر تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» تعليق الدراسة اليوم (الأربعاء) في مدارس محافظة جدة، بنين وبنات. «الدفاع المدني»: ملاحظات تصريف في شوارع عدة حذرت المديرية العامة للدفاع المدني في جدة، في تقرير عاجل، من وجود ملاحظات في شارع جاك بحي قويزة أمس (الثلثاء). وكشفت مصادر ل«الحياة» أن التقرير رصد «ضعف منافذ التصريف في الشارع ومحدوديتها، إضافة إلى وجود عوالق من النفايات وغيرها تعوق عمل تلك المنافذ». وحذر الدفاع المدني في تقريره من أن ذلك سيؤدي إلى «ارتفاع منسوب المياه في الشارع، وتعطيل حركة السير، ما سيؤثر على المباني التجارية والسكنية على طرفيه». كما سجل الدفاع المدني ملاحظات تتعلق ب«وجود كسر في قناة تصريف السيول الجنوبية (حي الجامعة) عند قواعد الأعمدة الخاصة بقطار الحرمين، شرق امتداد شارع جاك، ما يتسبب في تدفق كميات كبيرة من المياه في المحيط المجاور للمباني السكنية في حي الصواعد ومخطط المساعد وعلى امتداد الشارع». وشدد الدفاع المدني في التقرير على أهمية «تكليف جهات الاختصاص بتوفير مضخات ذات قدرة عالية وبالعدد المناسب، وذلك في موقع الكسر المشار إليه، وكذلك على امتداد شارع جاك، وتوفير عمال لفتح المنافذ وإزالة العوالق قبل وأثناء هطول الأمطار التي تعيشها المحافظة هذه الأيام». وطالب الدفاع إدارة النقل والطرق بتعميد مقاول مشروع قطار الحرمين بوضع العدد الكافي من المضخات بجوار موقع الكسر في القناة، مع التأكد من «تسييج كل المواقع التي تضم حفريات عميقة خصوصاً بموقع قطار الحرمين». «الأمانة»: «الكهرباء» هي السبب حملت أمانة جدة شركة الكهرباء مسؤولية غرق 7 أنفاق في المدينة، لافتة إلى أن انقطاع التيار الكهربائي عن مضخات هذه الأنفاق تسبب في تجمعات المياه. وأوضحت الأمانة أن غزارة الأمطار التي هطلت على المحافظة منذ التاسعة من صباح أمس، تسببت في انقطاع التيار الكهربائي من المصدر الرئيس عن محطة تجميع ورفع المياه الرئيسة في حي الزهراء، وعن 7 مضخات أخرى لسبعة أنفاق بأنحاء متفرقة من محافظة جدة، ما نتج عنه تجمعات المياه في هذه المواقع. وأكدت الأمانة مباشرتها هذه المواقع وتأمينها، بالتعاون مع الجهات المعنية، مبينة أنه بعد عودة التيار الكهربائي إلى محطة الرفع الرئيسة والمضخات، بدأ الوضع يتحسن تدريجياً، بتصريف المياه المتراكمة.