عاشت محافظة جدة أمس والجهات الحكومية كافة حالة من الاستنفار وعدم الاستقرار، وذلك نتيجة لهطول كمية من مياه الأمطار تراوحت مابين متوسطة وغزيرة بحسب تقرير الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، إذ باشرت تلك الجهات أعمالها في أنحاء المحافظة كافة بعد تلقي عدد من الحوداث والبلاغات التي سجلت نتيجة تلك الأمطار، ما أدى إلى تجمع للمياه في الشوارع، وإغلاق عدد من الأنفاق والطرقات نتيجة لارتفاع منسوب المياه فيها. وأوضحت الإدارة العامة للمرور في محافظة جدة صباح أمس، إغلاق نفق الأمير ماجد تقاطع شارع فلسطين المتجه شمال المحافظة، وذلك بعد ارتفاع منسوب المياه في النفق ما أدى إلى منع عبور المركبات، وتم تحويل حركة السير إلى شرق وغرب شارع فلسطين، إضافة إلى إغلاق عبّارة لمرور المركبات في حي السامر شرق طريق الحرمين السريع. وأكد المتحدث الرسمي بإدارة مرور جدة العقيد زيد الحمزي ل «الحياة» أن إدارته أغلقت نفق الأمير ماجد، وعبارة حي السامر ومنعت عبور السيارات بعد ارتفاع منسوب المياه فيهما، مشيراً إلى أنه تم التنسيق مع أمانة جدة لشفط المياه قبل إعادة فتح الطريق بعد ثلاث ساعات من إغلاقه. وقال: «إن الأمطار الغزيرة التي سجلتها المحافظة منذ الجمعة الماضي لم تؤثر في الحركة المرورية، باستثناء بعض مواقع تجمعات المياه، وتابعت دوريات المرور حال الأمطار ميدانياً، وتم التنسيق مع جهات الاختصاص لشفط المياه وتسيير الحركة المرورية فيها، ولم يتم تسجيل حوادث مرورية كبيرة باستثناء بعض الحوادث البسيطة». ونوّه بضرورة التعاون مع الجهات المختصة، والحذر من الطرقات المؤدية إلى الأودية ومجاري السيول، لافتاً إلى أنه تم تحديد عدد من الطرق الرئيسه ممثلة في طريق كوبري الخير وطريق الحرمين السريع، وتم نشر دوريات المرور لتهدئة الحركة المرورية فيهما. من جهة أخرى، أكدت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة على لسان متحدثها حسين القحطاني ل «الحياة» أن فرصة هطول أمطار من متوسطة إلى غزيرة على منطقة مكةالمكرمة ما زالت واردة ومستمرة، مضيفاً: «إن التوقعات تشمل منطقة مكةالمكرمة في شكل عام، ومحافظة جدة في شكل خاص». بدوره، اعتبرت الهيئة العامة للطيران المدني أن حال الطقس ليوم أمس كانت ممتازة، ومعدل الرؤية الأفقية للطائرات يعتبر جيد جداً، مؤكدة أن رحلات الطيران لم تتأثر بحالات تأخير، ولم تواجه مشكلات في الهبوط أو إلغاء لأي من رحلات يوم أمس. وأوضح المتحدث الرسمي بالهيئة العامة للطيران المدني خالد الخيبري ل «الحياة» أن أول من أمس (الجمعة) شهد بعض حالات تأخر لعدد من رحلات الطيران أثناء هبوطها في مطار الملك عبدالعزيز الدولي، وتم تغيير مسارها بسبب تقلب الأجواء، مشيراً إلى أنه تم تحويل مسار إحدى رحلات الطيران القادمة من الدمام إلى جدة، للهبوط في مطار الطائف، وذلك بسبب تدني مستوى الرؤية الأفقية. وأضاف: «إن مطار الملك عبدالعزيز بجدة شهد يوم الجمعة تأخر خمس طائرات في الهبوط، أربع منها تابعة للخطوط السعودية، كانت قادمة من الرياض، وجازان، وتبوك، أما الخامسة فكانت قادمة من الخرطوم، وسبب التأخير هو تدني مستوى الرؤية، ما اضطر الطائرات إلى الانتظار حتى تلاشي السحب الركامية، وتوقف البرق والرعد». وذهب الخيبري إلى أن فترة توقف الطائرات في الجو قبل إعطاء إذن الهبوط في مطار الملك عبدالعزيز لم تتجاوز العشر دقائق، مبيناً أن تأخر عملية الهبوط كان بمثابة إجراء احترازي لضمان هبوطها في شكل سلس، وللمحافظة على سلامة الركاب. فيما أكد المدير العام لميناء جدة الإسلامي الكابتن ساهر طحلاوي ل «الحياة» أنه تم إيقاف حركة السفن أمس (السبت) منذ الساعة العاشرة صباحاً وحتى الساعة الواحدة بعد الظهر، إذ عادت بعد ذلك حركة السفن لوضعها الطبيعي، مضيفاً: «إن توقف حركة السفن دام لنحو ثلاث ساعات، بسبب تقلب الأجواء وعلو سرعة الريح، وتدني مستوى الرؤية بسبب الأمطار». ورصدت «الحياة» تضرر عدد من أحياء شرق وشمال جدة مثل «الحرازات وقوزيزة والأندلس والحمراء» إذ تمثلت الأضرار في توقف الحركة بسبب انعدام تصريف مياه الأمطار، وانقطاعات التيار الكهربائي المتكررة، إضافة إلى تسرب المياه الى بعض المنازل. وقال أحد سكان حي الحرازات أحمد الغامدي إن مياه الأمطار تسببت في إتلاف أثاث الطابق الأول من منزله، وتعطيل الحركة المرورية في الحي، إضافة إلى تعطل بعض المركبات في الشوارع، بسبب عدم وجود تصريف لمياه الأمطار والسيول في تلك الأحياء. وأضاف: «بدأت الأمطار الغزيرة في الهطول عند تمام الساعة التاسعة من صباح أمس السبت بعد أن استمر الرعد والبرق طيلة مساء الجمعة في شكل مرعب ومخيف وكانت أشبه بأمطار عام 1430ه التي راح ضحيتها الكثير من الأبرياء». وفي سياق متصل، أوضح أحد سكان حي قويزة الذي شهد كارثة السيول الأولى في المحافظة ناصر السلمي أن مشكلة الأمطار في «قويزة» عدم وجود تصريف لمجاري السيول ومياه الأمطار، مشيراً إلى أن الحي يقع في منطقة تنقسم إلى أودية عدة لم تصرّف في شكل صحيح، يمنع خطورة الضرر على المواطنين. متوقعاً أن نسبة إنجاز مشاريع تصريف مياه الأمطار لم تتجاوز 30 في المئة حتى الآن من حاجات المحافظة. وذكر رايف الحربي ل «الحياة» أن أبرز المشكلات التي تكررت هي انقطاعات التيار الكهربائي وسوء شبكة الاتصال اللاسلكي، إضافة إلى انعدام تصريف المياه، مضيفاً: «اعتدنا على أن مشاريع التصريف التي أنفق عليها البلايين لم تؤت نفعها إطلاقاً».