كشفت الامطار التي هطلت على مدينة جدة مؤخراً سوء التصريف الذي اعلنت عنه امانة جدة في تصريحات سابقة بأنها مشاريع عالمية. فقد ادت مياه الامطار والتي لم تتجاوز نسبتها 22 ملم الى تجمع المياه داخل الاحياء وفي الانفاق التي انشأت مؤخراً باحدث التقنيات العالمية فقد كان لسوء اختيار مواقع فتحات التصريف الى تجمع تلك المياه كذلك انسداد الفتحات الموجودة في الانفاق بالاتربة زادت من حجم الكارثة وبالرغم من وجود مضخات مياه رئيسية وضعت فوق كل نفق من الانفاق المنتشرة في المدينة الا انها لم تستخدم والاستعانة بمضخات خارجية قامت الامانة بجلبها الى مواقع التجمع بعد سبع ساعات من طمر المياه للانفاق. وكان العذر الوحيد للامانة ان الكهرباء انقطعت عنها. وقد حرصت الامانة في موقعها الرسمي بذلك متناسية انها وضعت مولدات كهربائية احتياطية بجوار كل مضخة. كما اهملت الامانة تصريف مياه الامطار القادمة من الاحياء الشعبية باتجاه طريق الحرمين فقد ادى جريان السيول من حي المتنزهات الى اغراق الطريق من بداية الحي حتى كوبري الجامعة كذلك اثرت الاراضي البيضاء المجاورة للاحياء والشوارع الرئيسية في ارتفاع منسوب المياه في الشوارع بعد ان امتلأت وفاضت في تلك الشوارع بسبب تراكمات ترابية بالاضافة الى اخراج ما كان بداخلها من نفايات. وقد ظلت الامانة في سبات عميق حتى الساعة السادسة مساءاً وقد توزع عمالها لكي يلملموا فضائحهم في شوارع المدينة والذين كانوا يعدون على الاصابع مقارنة بحجم الكارثة.كما قامت بخطوة استهجان سكان المدينة وهي فتح اغطية الصرف الصحي لتسرب المياه والتي تؤدي الي تعريض حياة الناس للخطر. من ناحية اخرى كان هناك غياب شبه تام للمرور فقد ادت الامطار الى انطفاء بعض الاشارات مما تسبب في ارتباك الحركة المرورية فقام متطوعون من مواطنين ومقيمين بتنظيم حركة السير كما ادى غياب المرور الى عكس السير في بعض الشوارع ومن اهمها طريق الامير ماجد. ومع ان الامطار هطلت من الساعة التاسعة ولم تتوقف الا الساعة الواحدة ظهرا الا انه لم يتواجد رجال المرور في تلك المواقع سوى الساعة السادسة مساً. الجدير بالذكر قام الدفاع المدني وبقيادة العقيد الدكتور عبدالعزيز الزهراني مدير عمليات الدفاع المدني باغلاق طريق مكة القديم من كيلو ثمانية حتى كيلو اربعة عشر وذلك لمداهمة السيول. كذلك تم اغلاق شارع جاك بقويزة. طريق الحرمين من كوبري الجامعة باتجاه الشمال وذلك تحسباً لاي طارئ لا سمح الله. هذا وقد كبر كثير من المواطنين والمقيمين عن استيائهم من المشاريع التي اغلقت الشوارع طوال السنوات الماضية ومع ذلك لم يروا أي تأثير لها بالرغم من قلة نسبة المطر مقارنة بالكوارث التي حصلت في قويزة والنخيل الاعوام السابقة. وقد استبشروا خيراً بهطول الامطار والتي خرجوا من اجل الاستمتاع بها ليتفاجأوا بما لم يكن في الحسبان من كميات المياه في الشوارع والانفاق التي اغرقت كثير من السيارات.