بعد 4 أيام على اعتداءات باريس التي أسفرت عن 129 قتيلاً، تواصلت حملة مطاردة الفرنسي صلاح عبد السلام، المشبوه في أنه أحد المنفذين الثمانية للعملية التي تبناها تنظيم «داعش»، والتعرف إلى آخر الانتحاريين. وزار وزير الخارجية الأميركي جون كيري باريس لتقديم دعم الولاياتالمتحدة، وناقش مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند سبل تعزيز التعاون ضد «داعش»، مؤكداً «تصميم» الحليفين على محاربة التنظيم وهزيمته». أما الرئيس الإيراني حسن روحاني فأبلغ هولاند في اتصال هاتفي أن «محاربة داعش بكل قوتنا أمر بالغ الأهمية». وسيزور هولاند واشنطن وموسكو الأسبوع المقبل للقاء الرئيسين باراك أوباما وفلاديمير بوتين، ومحاولة التوصل إلى تحالف موحد ضد التنظيم. ونفذت قوات الأمن الفرنسية 128 عملية دهم ليل الاثنين - الثلثاء، في إطار حال الطوارئ المعلنة في البلاد منذ اعتداءات باريس الجمعة، واعتقلت عشرة مشبوهين أضيفوا إلى 23 موقوفاً احتجزوا في 168 عملية دهم شملت 19 مقاطعة ليل الأحد - الاثنين. وضبط 31 قطعة سلاح في العملية. وفتشت الشرطة الفرنسية سيارة من نوع «رينو كليو» يشتبه في أن المهاجمين استعملوها، وعثرت على سيارة مشبوهة ثالثة مرخصة في بلجيكا في الضاحية 18 شمال باريس. كما فتشت منزلاً في ضاحية بوبيني استأجره أحد الانتحاريين من دون أن تعثر داخله على دليل ذي فائدة. إلى ذلك، أعلن مصدر قريب من التحقيق أن جواز السفر الذي عثر عليه قرب جثة جهادي فجر نفسه قرب ستاد دو فرانس شمال باريس قد يكون لجندي من قوات النظام السوري قتل قبل أشهر في سورية. وكان مهاجر استخدم الوثيقة عند تسجيل اسمه في جزيرة ليروس اليونانية في 3 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وغادر حامل الجواز الذي يجري التحقق من هويته، اليونان في تاريخ غير معروف، ورصد للمرة الأخيرة في كرواتيا بعد أيام على تسجيل اسمه في اليونان. وكانت زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبان طالبت بعد العثور على جواز السفر ب «التوقف فوراً عن استقبال مهاجرين». وذكر مصدر مقرب من التحقيقات أن فرنسياً يدعى فابيان كلان سجل الشريط الصوتي لتبني «داعش» اعتداءات باريس، وجرى بثه على الإنترنت. وقال المصدر إن كلان (35 سنة) كان أحد عناصر الشبكات الإسلامية المتطرفة في مدينة تولوز، وكان مقرباً من محمد مراح الذي قتل سبعة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال يهود في 2012. ونشأ كلان وشقيقه جان ميشال في تولوز، واعتنقا الإسلام ثم انتقلا إلى التطرف في مطلع الألفية، وتقربا من مجموعة إسلامية يتزعمها فرنسي من أصل سوري يدعى أوليفييه كوريل أكبر منهما سناً واعتبراه مرشدهما الروحي. ويشتبه في أن فابيان كلان، ولقبه عمر، هو أحد منظمي شبكة تجنيد لقتال القوات الأميركية في العراق. وحكم عليه بالسجن خمس سنوات في 2009. وخلال سجنه ضبطت السلطات رسالة كان وجهها إلى محمد مراح الذي تعرف إليه قبل ذلك ببضع سنوات. وبعد الإفراج عنه، توجه فابيان كلان إلى سورية مع أفراد من المجموعة المتطرفة في تولوز. وظل هناك على اتصال مع طالبي جهاد في فرنسا، وهو يعتبر أحد المحرضين على الاعتداء الفاشل في نيسان (أبريل) ضد كنيسة في فيلجويف (منطقة باريس) الذي قاده الجزائري سيد أحمد غلام. وفي إطار الملاحقات المستمرة في بلجيكا ل «شركاء» العملية الفرنسية، نشرت وزارة الداخلية مزيداً من الصور للفرنسي صلاح عبد السلام، الشقيق الأصغر لإبراهيم أحد انتحاريي باريس، والذي يشتبه في أنه المهاجم الثامن، مع احتمال تلقيه مساعدة من 4 أشخاص على الأقل. وعثرت الشرطة على طلقات رصاص لبندقية كلاشنيكوف ومادة نترات الأمونيوم الكيماوية يمكن استخدامها في صنع قنبلة داخل منزلين في بروكسيل مكث فيهما موقوفان على صلة باعتداءات باريس. ونفى الرجلان شراء المادة التي تستخدم كأسمدة لصنع متفجرات، فيما قال محاموهما إنهما بريئان، وتورطا بالقضية لأنهما سافرا بسيارة إلى باريس السبت لإحضار صلاح عبد السلام بعدما اتصل بهما بحجة تعطل سيارته. وألغى الاتحاد البلجيكي لكرة القدم «لأسباب أمنية» مباراة ودية بين المنتخب الوطني وإسبانيا كانت مقررة في بروكسيل. في ألمانيا، اعتقلت الشرطة في مدينة اخن (غرب) ثلاثة مشبوهين في علاقتهم باعتداءات باريس، في حين كشفت وزيرة الداخلية النمسوية يوهانا ميكل لايتنر أن المشبوه صلاح عبد السلام سافر إلى النمسا من ألمانيا في أيلول (سبتمبر) الماضي «لأسباب غير معروفة». تهديدات الانترنت في بريطانيا، أعلن وزير المال جورج أوزبورن أن أجهزة الاستخبارات في بلاده تطور القدرة على شن هجمات إلكترونية على الإرهابيين والمتسللين والدول المارقة، محذراً من أن مقاتلي «داعش» يريدون شن هجمات إلكترونية توقع قتلى. وأشار إلى أن مقاتلي التنظيم يحاولون تطوير القدرة على مهاجمة البنية الأساسية لبريطانيا، مثل المستشفيات وأنظمة التحكم في المسارات الجوية، «ما قد يجلب عواقب مميتة». وقال في كلمة له أمام مركز جمع المعلومات الاستخباراتية الرئيسي في بريطانيا: «سندافع عن أنفسنا، لكننا سننقل القتال إليكم. الدفاعات القوية ضرورية لأمننا على المدى الطويل. لكن القدرة على الهجوم شكل من أشكال الدفاع». وأكد أوزبورن، وهو حليف لرئيس الوزراء ديفيد كامرون، إن اعتداءات باريس أظهرت الحاجة إلى تحسين حماية بريطانيا من الهجمات الإلكترونية. وقال: «يستخدم داعش فعلاً الإنترنت لأغراض دعائية شائنة لنشر التطرف وتخطيط عمليات أيضاً، وهم غير قادرين حتى الآن على استخدامه لقتل الناس لكنهم يبذلون قصارى جهدهم لفعل ذلك. وحين نتحدث عن التصدي للتنظيم يعني ذلك التصدي لتهديدهم الإلكتروني إضافة إلى تهديدهم بشن هجمات بأسلحة وقنابل وسكاكين». وأعلن أوزبورن مضاعفة الإنفاق على الأمن الإلكتروني وصولاً إلى 1.9 بليون جنيه استرليني خلال الفترة حتى 2020، وقال: «من الصواب أن نختار الاستثمار في دفاعاتنا الإلكترونية حتى حين نقلص مخصصات إنفاق أخرى. الإنترنت هو محور حساس لضعف محتمل». كما أشار إلى أن عدد العاملين بوكالة الاستخبارات البريطانية سيزيد بنسبة 15 في المئة.