اوقفت الشرطة الفرنسية في لافيريار بضاحية باريس شاباً للاشتباه في طعنه العسكري سيدريك كوردييه في حي ديفانس بالعاصمة السبت الماضي، ما اصابه بجروح. وعرّفته باسم الكسندر، مشيرة الى انه «شاب اعتنق الإسلام اخيراً، ومن انصار تيار اسلامي محافظ أو حتى متطرف منذ 3 او 4 سنوات». وأعقب ذلك اعلان مدعي باريس، كزافييه مولان، ان الشاب البالغ 22 من العمر اعترف بواقعة الاعتداء على العسكري الفرنسي بسبب «قناعات دينية»، مندداً ب «ارادة القتل الواضحة لديه». وأشار مصدر أمني الى ان «التحقيق سيحدد في اي وقت اقتنع الكسندر بالجهاد، كونه لا يعرف بأنه من الداعين الى هذا الأمر». لكن مصدراً آخر كشف ان الموقوف معروف لدى اجهزة الشرطة بسبب افكاره الاسلامية، وتورطه بجنح خصوصاً عمليات سرقة. وقال وزير الداخلية مانويل فالس: «يجب ان ندقق اكثر في دوافعه ومساره وبيئته العائلية»، داعياً الى الحذر، خصوصاً ان الاعتداء على العسكري جاء بعد ثلاثة ايام على قتل اسلاميان من اصل نيجيري يدعيان مايكل اديبولاجو (28 سنة) ومايكل اديبوالي (22 سنة) الجندي البريطاني لي ريغبي في حي وولويتش بلندن. وذكّر فالس باغتيال الشاب الجزائري الأصل محمد مراح باسم «الجهاد» سبعة اشخص، بينهم ثلاثة عسكريين، في ضواحي مدينة تولوز (جنوب غرب) في آذار (مارس) 2012، وقال: «نعتقد بأن هناك عشرات وربما مئات من مراح في فرنسا»، لافتاً الى اخطار انتقال «مئات من الاوروبيين الى القتال في سورية، واحياناً مع جماعات معروفة بولائها لتنظيم القاعدة». ورجح فالس اخضاع الاعتداء لتحضير جيد، «لكنه لحسن الحظ لم ينتهِ في شكل مأسوي». وصورت كاميرات فيديو للمراقبة الاعتداء على العسكري الذي انضم الى دورية، وأظهرته وهو يصلي قبل لحظات من الواقعة، ويضع قبعة على رأسه ويلبس ثياباً سوداء. كما عثرت الشرطة على حقيبة تركها المشبوه في المكان احتوت سكيناً وزجاجة مشروب، ما سمح بتحديد هويته بفضل البصمات الجينية «دي ان اي». في بريطانيا، نشر ناشطون أطلقوا على أنفسهم اسم «مجهولون من المملكة المتحدة» على شبكة الانترنت بياناً لأعضاء في «رابطة الدفاع الانكليزية» اليمينية المتطرفة، رداً على تنظيم الأخيرة احتجاجات مناهضة للمسلمين بعد مقتل الجندي ريغبي في لندن، واشتباك انصارها مع الشرطة. وشملت «البيانات الشاملة» المسربة اسماء اعضاء الرابطة وأرقام هواتف وعناوينهم، والاطراف التي تمولها، اضافة الى تفاصيل عن ادانات سابقة لبعض الاشخاص الذين وردت اسماؤهم. وأمس، نشرت الجماعة التي استلهمت اسم مجموعة دولية من «المتسللين» الدوليين المجهولين، نسبت اليها هجمات على اهداف بينها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي اي آي)، رسالة فيديو على يوتيوب هددت فيها «رابطة الدفاع الانكليزية» بالقضاء الممنهج والنهائي على أفكارها. ودانت الرسالة التي نشرت باسم «سأعترض» قتل الجندي البريطاني، لكنها اتهمت الرابطة باستغلال الحادث لنشر الكراهية. الى ذلك، أفادت صحيفة «ذي غارديان» بأن «أكثر من 190 اعتداءً استهدف مسلمين ومصالحهم في بريطانيا منذ مقتل الجندي ريغبي. وقالت الصحيفة ان «الحوادث التي شملت هجمات على 10 مساجد تثير مخاوف من استمرار استهداف المسلمين في بريطانيا». ونسبت الى منسق الخط الساخن فياض موغال قوله: «هذه الأحداث تراكمية، ولا نرى نهاية لحلقة العنف». وأضاف: «تتجذر الكراهية للإسلام في مجتمعنا، والأحداث المروّعة في وولويتش فاقمتها وألهبت الوضع». على صعيد آخر، تلقى الجنود البريطانيون وطلاب الكليات الحربية التابعة لسلاحي البحرية والمشاة أوامر بعدم ارتداء الزي الرسمي في الشوارع، بسبب مخاوف من تعرضهم لهجوم إرهابي. وانتقد جنود سابقون في القوات المسلحة البريطانية القرار الذي وصفوه بأنه «محزن»، خصوصاً أن رئيس الوزراء ديفيد كامرون، شدد بعد مقتل الجندي ريغبي على أن الطريقة الفضلى لدحر الإرهاب هي «مواصلة حياتنا كالمعتاد».