قتلت الشرطة الأسترالية عبد النعمان حيدر «المشبوه في انه ارهابي»، بعدما طعن شرطيين في مركز أمني، اثر دعوة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) المتطرف الاثنين الماضي الى قتل مواطني الدول المشاركة في التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضدها، بلا تمييز، وبينهم استراليون التي ارسلت بلدهم الى الإمارات 600 عسكري للمشاركة في جهود التحالف الدولي. وأفادت الشرطة بأن حيدر البالغ 18 من العمر والخاضع لمراقبة القضاء وأجهزة الاستخبارات بعد إلغاء جواز سفره قبل اسبوع لأسباب أمنية، أستدعي الى مركز أمني في ضواحي ملبورن ليل الثلثاء، من اجل الخضوع لاستجواب روتيني من عنصري شرطة مكافحة الإرهاب، فصافحهما ثم أخرج سكينه وطعنهما مرات، وأصاب احدهما في رأسه وعنقه وبطنه، قبل ان يرديه شرطي بإطلاق النار عليه، ما ادى الى مقتله». وخضع الشرطيان لعملية جراحية، وهما في وضع مستقر. وأعلن رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت ان الحادث «يثبت قدرة اشخاص يعيشون بيننا على تنفيذ اعمال عنف، كما يدل على ان الشرطة ستبقى متيقظة دائماً لحمايتنا من اشخاص يمكن ان يلحقوا اذى بنا». وأشارت هيئة الإرسال الأسترالية الى ان عائلة حيدر تتحدر من افغانستان، ويشتبه في انه انشأ علاقات مع «مجموعة الفرقان» الجهادية التي دهمت الشرطة مراكز لها في 2012. ورفعت استراليا الأسبوع الماضي مستوى الإنذار لديها في مواجهة خطر مواطنيها من «الدولة الإسلامية» الذين عادوا من الشرق الأوسط، ثم اوقفت 15 شخصاً تورطوا بعمليات قتل خططت «الدولة الإسلامية» لتنفيذها على ارضها، وبينها عملية قطع رأس مدني اراد التنظيم تصويرها. وأعقب ذلك اعلانها انها تتعامل بجدية مع التهديدات الجديدة ل «داعش»، فيما شدد برلمانها أمس قانون مكافحة الإرهاب عبر رفع عقوبة السجن الى عشر سنوات لكل من يقيم بلا دافع مشروع في مناطق تعتبر ملاذات لمجموعات ارهابية. ويقاتل حوالى ستين استرالياً في صفوف «جهاديين» في سورية والعراق، فيما يؤمّن حوالى مئة وفق السلطات دعماً ناشطاً لحركات متطرفة. في ألمانيا، دهمت الشرطة مسجداً ومركزاً إسلامياً ومنازل متشددين تتراوح اعمارهم بين 23 و36 سنة في انحاء البلاد، للاشتباه بصلتهم بمسلحين في سورية، وتخطيطهم لهجوم عنيف، لكنها لم تعتقل اياً منهم، فيما ضبطت اجهزة كمبيوتر وأقراصاً صلبة وبيانات الكترونية من منزل بفورت وثلاثة منازل في نورمبرغ (جنوب)، حيث دهمَت مسجداً ومركزاً إسلامياً. كما فتشت الشرطة منزلاً في بون (غرب) وآخرين في الشمال. وقال يواكيم هيرمان، وزير داخلية ولاية بافاريا (جنوب) لصحافيين بعد المداهمات: «لن نقف مكتوفي الأيدي، ونتابع فرق الموت للدولة الإسلامية الإرهابية في سورية والعراق تتلقى دعماً من ألمانيا»، علماً انه يرجح سفر أكثر من 400 ألماني إلى سورية للانضمام الى «الدولة الإسلامية». في فرنسا، أسف وزير الدفاع جان ايف لودريان لغياب التعاون مع أجهزة الأمن التركية بعد وصول ثلاثة فرنسيين يعتقد بأنهم «جهاديون» الى مطار مرسيليا من دون ان يواجهوا أي مشكلة بدلاً من باريس، حيث انتظرهم الأمن الفرنسي، بعدما غيّرت السلطات التركية رحلتهم. وقال «هناك حال فوضى تدل على ضرورة تعزيز العلاقات والوسائل والتحركات مع السلطات التركية، فيما نحن في حال تيقظ بلا توقف ضد افراد يشتبه في انتمائهم الى شبكات جهادية». وأحد الجهاديين الثلاثة زوج سعاد مراح، شقيقة محمد مراح الذي اردته الشرطة في تولوز في آذار (مارس) 2012، بعدما قتل في هجمات سبعة اشخاص بينهم اطفال في مدرسة يهودية. صهر بن لادن على صعيد آخر، قضت محكمة فيديرالية في نيويورك بسجن الكويتي سليمان ابو غيث صهر الزعيم الراحل لتنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن والناطق السابق باسم التنظيمم مدى الحياة، مع تشديدها على انه لا يزال يشكل تهديداً للأميركيين. وصدر الحكم في حق ابو غيث (48 سنة) بعدما دانته المحكمة في آذار (مارس) الماضي بالتخطيط لقتل أميركيين، وتقديم دعم مادي لإرهابيين. وأبو غيث الذي رحب باعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001 في تسجيلات فيديو، قال قبل النطق بالحكم عبر مترجم: «لا أرضخ إلا لحكم الله»، وزاد: «فيما تكبلون يديّ اليوم وتعملون على دفني حياً، تطلقون أيدي مئات من المسلمين الذين سينضمون الى تجمع الرجال الأحرار». وقال القاضي لويس كابلان ان «ابو غيث لم يظهر ندماً بعد اعتداءات 11 ايلول التي حصدت حوالى 3 آلاف قتيل، وهو لا يزال يمثل تهديداً، ويريد بذل كل ما يستطيع لتنفيذ اجندة القاعدة، وهي قتل اميركيين». وأضاف: «ما فعلته يستحق الحكم الأقصى». ورحّب المدعي العام الأميركي إريك هولدر بالحكم، ووعد بألا تطأ قدم ابو غيث خارج السجن ابداً، علماً ان محاميه الذين يعتزمون استئناف الحكم، طلبوا عقوبة السجن 15 سنة مشيرين الى ان موكلهم امضى 11 سنة في السجن في إيران. وخفّف المحامون من دور موكلهم في الهجمات، وقالوا إنه «رغم انه قد يكون مذنباً بالإدلاء بخطب بغيضة وحاقدة احياناً، لكنه لم يتورط بالاعتداءات». ورغم اعترافه بالظهور في تسجيلات فيديو بعد 11 ايلول، نفى ابو غيث تجنيده أي شخص أو تخطيطه لقتل اميركيين، مشدداً على انه استنكر فقط «اضطهاد المسلمين».