شرع النازحون الفلسطينيون، اليوم (الإثنين)، في العودة إلى شمال غزة، بعد انفراج أزمة الرهينة الإسرائيلية أربيل يهود بزيادة أعداد الأسرى الإسرائيليين في عملية التسليم المقررة هذا الأسبوع. وبعد أكثر من 15 شهراً، تدفق آلاف النازحين من الجنوب نحو شمال القطاع المنكوب، سيرا على الأقدام، حاملين معهم آمالهم وآلامهم، وانطلقت طوفانا من البشر الذين اكتظ بهم شارع الرشيد الساحلي باتجاه شمال القطاع. وفيما بدا أن النازحين ذاهبون إلى المجهول، بعد أن خسروا كل شيء جراء حرب التقتيل والإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل، ما أحال شمال غزة إلى كومة من الركام وسط تأكيدات بأنها مدمرة بنسبة شبه كاملة، ولا تصلح للعيش بعد أن باتت تفتقد لأبسط مقومات الحياة. وأظهرت مقاطع مصورة للفلسطينيين وهم يعانقون بعضهم ويعبرون عن فرحتهم، ويلتقطون الصور أمام منازلهم المدمرة ثم يكملون طريقهم. في غضون ذلك، بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي الانسحاب من «محور نتساريم» الذي يقسم القطاع إلى نصفين. وكانت إسرائيل رفضت خلال اليومين الماضيين فتح هذا الممر من أجل عبور النازحين نحو الشمال، ما لم تفرج حماس عن المحتجزة الإسرائيلية أربيل يهود. من جهتها، قدّرت الأممالمتحدة دمار 80% من الأبنية في شمال قطاع غزة، فيما أعلنت حركة حماس أن سكان محافظتي غزة والشمال بحاجة إلى 135 ألف خيمة. وقال المكتب الإعلامي للحركة في بيان إن محافظتي غزة والشمال بحاجة إلى 135,000 خيمة وكرفان الآن وبشكل فوري وعاجل مع بدء عودة مئات آلاف النازحين، وتحدث شهود عيان عن بدء تجهيز بعض الخيم و«الكرافانات» لإيواء العائدين. وأفاد بأن نسبة الدمار الذي نفّذه الجيش الإسرائيلي بالمحافظتين بلغت أكثر من 90%، مطالبا المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية والدول العربية بالعمل على فتح المعابر وإدخال المستلزمات الأساسية لإيواء الناس. ولفت إلى أن أكثر من 5500 موظف حكومي يعملون في هذه الأثناء على تسهيل عودة النازحين من محافظات الجنوب والوسطى إلى محافظاتغزة والشمال، من جميع الأجهزة والوزارات والمؤسسات الحكومية. وبدأ مئات الآلاف من النازحين بالعودة إلى شمال وادي غزة تنفيذا لاتفاق وقف إطلاق النار، وسط أجواء فرح عارمة بين الناس رغم صعوبة الوضع، ولايعرف هؤلاء النازحون كيف سيقطنون فوق أنقاض منازلهم. وسبق أن أعلن رئيس برنامج الأممالمتحدة الإنمائي أخيم شتاينر أن نحو ثلثَي المباني في القطاع الفلسطيني دمرت أو تضررت جراء القصف الإسرائيلي. وقدر أن ما بين 65 و70% من المباني في غزة دمّرت بالكامل أو تضررت، وشدد على أن الحرب قضت على 60 عاما من التنمية، مضيفا أن إزالة 42 مليون طن من الأنقاض ستكون عملية خطيرة ومعقدة للغاية.