ضرب طيران التحالف أمس مواقع للحوثيين والقوات الموالية لهم ومستودعات أسلحة في محيط صنعاء وفي محافظات إب والحديدة وشبوة وصعدة وحجة في وقت استمرت المعارك بين مسلحي الجماعة وقوات «المقاومة الشعبية» المدعومة بوحدات عسكرية موالية للشرعية اليمنية في محافظات تعز وشبوة ومأرب، بالتزامن مع مواصلة الحوثيين حشد قواتهم باتجاه مدينة الضالع الجنوبية واقتراب طلائعهم من قاعدة العند الجوية في محافظة لحج. وطلب قائد المقاومة ورئيس تحالف قبائل شبوة الشيخ عوض بن عشيم العولقي من الرئيس عبدربه منصور هادي الإسراع في دمج من تبقى من المقاومة في الجيش الوطني، بناء على القرار الرئاسي الصادر في هذا الشأن. وقال في حديث إلى «الحياة» إن غالبية أفراد المقاومة لم يتم دمجهم حتى الآن. وأضاف العولقي: هناك صعوبات وعقبات عدة تواجهنا، لكننا صامدون، ومن أهم الصعوبات نقص الدعم المالي والسلاح. وقال: وعدنا بعض القبائل بالتزامات لم نفِ بها حتى اللحظة، ونحن محرجون أمامهم، فتأخر الدعم أعاق طريقنا نحو التقدم. وطالب قوات التحالف العربي والحكومة اليمنية بتوفير الدعم والإمكانات المطلوبة، مثل الدعم الذي تم في محافظتي مأرب وتعز وبقية المناطق، و»نحن متفائلون بالحكومة وقوات التحالف العربي». وعلى رغم غياب الدعم، أكد الشيخ ابن عشيم أن جاهزية المقاومة عالية لأية معركة ضد ميليشيات الحوثي وصالح. ودعا رجال المقاومة والقبائل في بيحان وعدن والضالع وأبين وجميع المناطق إلى توحيد صفوفهم، والابتعاد عن الخلافات ليكون النصر حليفهم، ضد الميليشيات التي وصفها ب«الهمجية والباغية والمحتلة للأرض». وفي محافظة الضالع أكد شهود أن الحوثيين واصلوا حشد قواتهم جنوب مدينة دمت التي تمكنوا من السيطرة عليها قبل ثلاثة أيام مع مديرية جبن المجاورة، وقال العميد عيدروس الزبيدي القيادي البارز في المقاومة أن سقوط مدينة دمت التابعة لمحافظة الضالع بيد الحوثيين وأتباع الرئيس السابق علي صالح تم عبر صفقة بين حزب «التجمع اليمني للإصلاح» (الإخوان) والحوثيين، انسحب على إثرها «الإصلاح» وأفسح المجال لسيطرة الجماعة على المدينة. في غضون ذلك أفادت مصادر الحكومة اليمنية أنها ستلتقي مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد المتوقع وصوله اليوم إلى الرياض من أجل بحث جدول أعمال المفاوضات المرتقبة مع الحوثيين وتحديد زمانها ومكانها. وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي عقد اجتماعاً أول من أمس (الاثنين) مع هيئته الاستشارية وأمر بتشكيل وفد الحكومة المفاوض من سبع شخصيات برئاسة مستشاره القيادي في حزب التنظيم الناصري عبدالملك المخلافي إلى جانب تشكيل لجنة فنية لدعم الوفد المفاوض مكونة من أربع شخصيات. ولم يكشف الحوثيون وحلفاؤهم في صنعاء بعد عن أسماء الوفد الذي سيمثلهم في المفاوضات التي تقول الحكومة الشرعية إنها تهدف إلى وضع آلية لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 بعد إذعان الجماعة والرئيس السابق علي صالح لتنفيذ القرار وإنهاء الانقلاب على الحكومة الشرعية. من جهة أخرى أفادت مصادر المقاومة أمس بأن طيران التحالف استهدف تعزيزات عسكرية للحوثيين متجهة إلى شبوة في منطقة «عقبة القنذع» التي تربط بين شبوة ومحافظة البيضاء ما أدى إلى تدمير آليات وقتل وجرح عدد غير معروف من مسلحي الجماعة، في وقت تواصلت المواجهات في مديرية بيحان التابعة لمحافظة شبوة الجنوبية بين الحوثيين و»المقاومة الشعبية» وسط أنباء عن مقتل وجرح 15 حوثياً. وتواصلت المواجهات في صرواح غرب مأرب وقصف الحوثيون مقر قيادة المنطقة العسكرية الثالثة في مدينة مأرب بصواريخ «كاتيوشا» في حين أغار طيران التحالف على تعزيزات للجماعة في مديرية حريب المجاورة لصرواح. وفي تعز أكدت مصادر المقاومة أنها صدّت هجمات للحوثيين في جبهات «ثعبات والجحملية والدعوة والصفا» شرق المدينة وأوقعت في صفوفهم أكثر من 25 قتيلاً وجريحاً مع استمرار القصف الحوثي على أحياء المدينة المحاصرة للشهر الثامن على التوالي. وعلى صعيد انفلات الأمن في مدينة عدن وتنامي نشاط الجماعات المتشددة أفادت مصادر أمنية وطبية أن مجهولين أطلقوا النار على العميد في القوات الجوية اليمنية والقيادي في «الحراك الجنوبي» نصر محمد عوض اليافعي قرب منزله في حي المدينة الخضراء ما أدى إلى إصابته بجروح بالغة.