صنعاء، عدن - «الحياة»، أ ف ب - تواصلت أمس المعارك التي يخوضها مسلحو «المقاومة الشعبية» وقوات الجيش الوطني الموالية للشرعية ضد مسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية لهم في تعز ومأرب وشبوة والضالع وأطراف محافظة لحج الجنوبية، واستهدف طيران التحالف مواقع للجماعة في مختلف جبهات القتال. وأكد مصدر في محافظة شبوة ل «الحياة» أن الطيران شنّ غارات عنيفة على موقع الحوثيين في منطقة الصعديات في منطقة بيحان. واستهدفت الغارات حصن الميزر الذي كان يعد أحد المواقع العسكرية للحوثيين وتم تدميره بالكامل. وتشهد مدينة بيحان الحدودية - آخر معاقل الحوثيين في شبوة - معارك عنيفة تخوضها المقاومة ضد قوات صالح والحوثيين، تكبدت خلالها الميليشيات الحوثية خسائر فادحة في الأرواح والعتاد. من جهة اخرى أقدم مسلحون متشددون على اغلاق كلية العلوم الإدارية التابعة لجامعة عدن الواقعة في حي الشعب غرب العاصمة وطالبوا بفصل الطلاب عن الطالبات. وقال شهود ان المسلحين وصلوا على متن مركبتين عسكريتين وقاموا بإخراج الطلاب والطالبات بالقوة وإغلاق الكلية ووضع اقفال على بوابتها الرئيسية. ويأتي ذلك بعد اسابيع من توزيع منشورات طالبت الطلاب بعدم الاختلاط والتخلي عن الموسيقى وفرض الصلاة في حرم الجامعة. وتم توزيع المنشورات من قبل مسلحين في ثلاث كليات في جامعة عدن وفي شوارع المدينة. وتهدد المنشورات بشن هجمات بقنابل المولوتوف والسيارات المفخخة اذا لم يتحقق ذلك. ولم يتسن التحقق من صحة المنشورات لأن أعلى النص يشير الى «الدولة الإسلامية - ولاية عدن» لكن مع راية سوداء هي شعار تنظيم «القاعدة». وأصبح انصار هذا التنظيم اكثر ظهوراً في احياء عدن، منذ ان استعادتها القوات الموالية للحكومة في تموز (يوليو) الماضي. وجاءت هذه التطورات غداة نعي الرئاسة اليمنية والأحزاب الوطنية السياسي المخضرم والقيادي البارز في حزب «المؤتمر الشعبي» ومستشار الرئيس عبدربه منصور هادي الدكتور عبدالكريم الإرياني الذي وافاه الأجل في أحد المستشفيات الألمانية. ويعد الإرياني واحداً من أبرز الساسة اليمنيين المؤثرين في المشهد السياسي اليمني على مدار ثلاثة عقود وعرف عنه انحيازه إلى الخيارات الوطنية ضد الجماعات المتطرفة، وسبق أن كان رئيساً للحكومة اليمنية أكثر من مرة كما ساهم في تأسيس حزب «المؤتمر الشعبي»، وأخيراً وقف في وجه انقلاب الحوثيين على شرعية الرئيس هادي. وأكدت مصادر «المقاومة الشعبية» أن عشرات الحوثيين سقطوا قتلى وجرحى في مدينة تعز خلال المعارك التي وقعت أمس ضد قواتهم في أحياء الجمهوري وثعبات والدحي والضباب والجحملية، كما قتل خمسة مدنيين وسقط عدد من الجرحى في قصف للحوثيين على أحياء المدينة. وتخوض قوات المقاومة والجيش المؤيد للشرعية مواجهات ضارية في محافظة تعز وغربها وجنوبها وعلى أطراف لحج وشمال الضالع وغرب مأرب وشرق الجوف ضد المسلحين الحوثيين، في حين أكدت مصادر الحكومة وقوات التحالف أن التركيز حالياً ينصب على تحرير تعز ورفع الحصار عنها. ويحاول الحوثيون فتح جبهات جديدة نحو المحافظات الجنوبية في أطراف الضالع ولحج وأبين وشبوة في محاولة لتوسيع رقعة القتال واستنزاف المقاومة والجيش الحكومي وقوات التحالف والتمركز في المناطق الجبلية التي تمنحهم أفضلية لخوض حرب العصابات. إلى ذلك، تشهد منطقة دمت في محافظة الضالع معارك عنيفة بين القوات المشتركة والميليشيات، وقال المتحدث باسم المقاومة في الضالع وليد أحمد الخطيب ل «الحياة» إن المعارك في مديرية دمت اشتدت في منطقة الأحمر، الواقعة بين دمت والرضمة، وكذلك في سيلة دمت. وأضاف أنه بسبب الضغط الكبير على جبهة دمت استطاعت ميليشيات الحوثي وصالح التقدم إلى مدينة دمت والسيطرة على بعض المواقع التابعة للمقاومة. وقال ان أبناء الضالع قاموا بتجهيز مجموعات كبيرة من المقاتلين في منطقة سناح الحدودية، حيث تم نشر آليات عسكرية لحماية الضالع من أي تقدم للحوثيين نحو المناطق الجنوبية. وأكدت مصادر قريبة من الرئيس هادي أنه عقد اجتماعاً لهيئته الاستشارية من مختلف القوى في مقر اقامته الموقت في الرياض واتخذ قراراً اختار فيه ممثلي وفد الحكومة في المفاوضات المرتقبة التي تعد لها الأممالمتحدة هذا الشهر مع الحوثيين وحلفائهم كما اختار لجنة استشارية لتقديم الدعم الفني للوفد المفاوض. في غضون ذلك كشفت مصادر المقاومة أمس أن دفعة ثالثة من قوات الجيش السوداني قوامها 400 جندي وصلت أمس إلى مدينة عدن للمشاركة في عمليات قوات التحالف. ووصف المتحدث باسم قوات التحالف العميد أحمد عسيري دخول القوات السودانية ب «الإضافة النوعية». وقال إنها ستشارك في تأمين المدن المحررة اضافة الى مشاركتها في المواجهات.