علمت «الحياة» أن شركة أرامكو السعودية بدأت أخيرا في تشغيل جميع معمل الغاز في «واسط» بالغاز المنقول من حقلي العربية والحاصباة، لتتجاوز المشاكل التي كانت تواجهها في عملية نقل الغاز من الحقلين إلى المعامل، وذكرت المصادر أن جميع المعامل تعمل بصورة طبيعية، إلا أنها لا تعمل بكامل طاقتها، إذ من المقرر أن تبلغ طاقته الإنتاجية نحو 2.5 بليون قدم مكعب قياسية من الغاز في اليوم. وأشارت المصادر إلى أن معمل الغاز في واسط، عندما يبلغ طاقته القصوى، وسيعالج 2.5 بليون قدم مكعبة قياسية في اليوم من الغاز غير المرافق المنتج من حقول المناطق المغمورة. ويشمل المعمل وحدة تجزئة مصممة لمعالجة 240 ألف برميل في اليوم من سوائل الغاز الطبيعي. أما مرفق الإنتاج المشترك في هذا المعمل، الذي كان مقررا أن يبدأ تشغيله في 2015، فسينتج 750 ميغاواط من الكهرباء، ليحقق من خلالها المعمل اكتفاءه الذاتي من الكهرباء فيما يتم نقل فائض الكهرباء إلى مرافق الشركة الأخرى. وتعتبر معامل «واسط» من أكبر معامل الغاز في أرامكو، ويحتوى حقل الحصباة على سبع منصات أحادية البئر وسيزود معمل الغاز في «واسط» بما يصل إلى 1.3 بليون قدم مكعب قياسية من الغاز غير المصاحب في اليوم، فيما يحتوي حقل العربية على ست آبار وسيزود المعمل بما يصل إلى 1.2 بليون قدم مكعب قياسية في اليوم، ما يمكن المعمل من معالجة 2.5 بليون قدم مكعب قياسية من الغاز غير المصاحب. وصمم معمل الغاز في واسط على أن تبلغ طاقته الإنتاجية 2.5 بليون قدم مكعب في اليوم، إلا أنه من المتوقع أن يوفر المعمل في الظروف العادية ما يصل إلى 1.75 بليون قدم مكعب من الغاز مخصص للبيع للمرافق الصناعية. وارتفعت تكاليف الإنشاء إلى نحو 18.4 بليون ريال لمعضلة ارتفاع كثافة الكبريت في الغاز غير المصاحب المنتج من حقلي «العربية والحصباة». وتم في برنامج الغاز في «واسط» إنشاء مرفق معالجة مركزي متكامل على اليابسة. ويرى خبراء نفطيون أن نجاحات المملكة في صناعة الغاز الطبيعي ستواجه الطلب المتزايد على الوقود الأزرق الأكثر صداقة للبيئة في مشاريع الصناعات التحويلية في المملكة في مجال البتروكيماويات والمعادن وإنتاج الكهرباء والمياه المحلاة التي تعتمد بصورة رئيسة على وقود الغاز لتغذية مرافقها الصناعية. ويعد الغاز الطبيعي عنصرًا حيويًا في استراتيجية المملكة الرامية إلى التقليل من الاعتماد على الوقود السائل في توليد الكهرباء، وإرساء الأساس لمزيد من التنمية والتنوع الاقتصادي. وتتولى أرامكو السعودية مسئولية إدارة احتياطيات مثبتة من الغاز تبلغ 294 تريليون قدم مكعبة قياسية. وضمن أعمال الغاز الإجمالية في الشركة، تتم معالجة الغاز الطبيعي لإنتاج الوقود النظيف «الميثان أو غاز البيع» واللقيم «الميثان والإيثان والبروبان والبوتان والبنزين الطبيعي». ويستهلك الميثان والإيثان بالكامل في المنافع والصناعة داخل المملكة، فيما تصدر سوائل الغازالطبيعي «البروبان والبوتان والبنزين الطبيعي» الفائضة عن صناعة البتروكيماويات المحلية إلى الأسواق العالمية. وستزيد معامل الغاز في واسط ومدين والفاضلي مجتمعة من طاقة معالجة الغاز غير المرافق بأكثر من 5 بلايين قدم قياسية مكعبة في اليوم، مما يتيح المزيد من الفرص في الصناعات السعودية مثل مصانع الحديد والألمنيوم والبتروكيميائيات ومحطات التحلية والكهرباء، إلى جانب الصناعات ذات القيمة المضافة في أعمال التكرير والمعالجة والتسويق التي تنتج مضادات التجمد والمذيبات وأنواع الوقود وغيرها من المواد المتطورة.