نجحت شركة أرامكو السعودية في التغلب على مشكلة كثافة الكبريت التي تعيق نقل الغاز الطبيعي من مرافق الإنتاج في حقلي العربية والحصباة إلى معمل المعالجة في مشروع واسط للغاز شمال مدينة الجبيل الصناعية، بعد أن منحت الأسبوع الماضي عقدا إضافيا بقيمة 1.125 مليار ريال "300 مليون دولار" لشركة "سايبم" الإيطالية لبناء جزء من خط نقل الغاز بمواصفات تتغلب على مشكلة كثافة الكبريت في الغاز غير المصاحب. ونقلت نشرة "ميد" عن مصادر في شركة "سايبم" أن العقد يشمل الأعمال الهندسية والتوريد والبناء لجزء من خط الأنابيب بطول يصل إلى حوالي 22 كم وقطر 36 إنش من حقلي العربية والحصباة إلى مشروع واسط بحيث يكون مصنعا من مواد غير قابلة للتآكل وأن يحافظ على درجة عالية تمكن الكبريت من الانسياب عبر الأنابيب إلى مراكز المعالجة. وكان مشروع واسط لمعالجة الغاز الطبيعي الذي ارتفعت تكاليفه حاليا إلى حوالي 18.4 مليار ريال مهددا بالتأخير إلى ما بعد 2015م لمعضلة ارتفاع كثافة الكبريت في الغاز غير المصاحب المنتج من حقلي العربية والحصباة، إذ أنه يتجمد بدرجة حرارة 115 مئوية ما يعيق من تدفقه عبر الأنابيب وهو ما يتطلب تقنية خاصة توظف في الأنابيب لتحافظ على درجة عالية من الحرارة تمكنه من الانسياب إلى مواقع المعالجة، الأمر الذي دفع شركة أرامكو إلى إعداد مشروع يعالج هذه المشكلة وطرحه أمام الشركات المتخصصة، غير أن شركة سايبم الإيطالية كانت الأوفر حظا في الحصول على هذا العقد نظرا لأنها تعمل حاليا في تنفيذ مشروع واسط للغاز ولديها دراية كاملة بالمشروع وتفاصيل المشكلة ما يجعلها الأقرب إلى حلها تقنيا. وذكر تقرير لأرامكو السعودية أن الشركة حققت تقدما كبيرا في تشييد معمل الغاز في واسط، حيث استكملت معظم مرافق المشروع وسيكون عند اكتماله في 2014م من أكبر معامل الغاز في أرامكو، مشيرة إلى أنها حطمت العديد من الأرقام القياسية في عمليات الحفر في حقلي العربية والحصباة ناقلة أن حقل الحصباة يحتوي على سبع منصات أحادية البئر وسوف يزود معمل الغاز في واسط بما يصل إلى 1.3 مليار قدم مكعب قياسية من الغاز غير المصاحب في اليوم، فيما يحتوي حقل العربية على ست آبار وسيزود المعمل بما يصل إلى 1.2 مليار قدم مكعب قياسية في اليوم، ما يمكن المعمل من معالجة 2.5 مليار قدم مكعب قياسية من الغاز غير المصاحب. وقد صمم معمل الغاز في واسط على أن تبلغ طاقته الإنتاجية 3.05 مليارات قدم مكعب في اليوم، إلا أنه من المتوقع أن يوفر المعمل في الظروف العادية ما يصل إلى 1.75 مليار قدم مكعب من الغاز مخصص للبيع للمرافق الصناعية. ويرى خبراء نفطيون أن نجاحات المملكة في صناعة الغاز الطبيعي سوف تواجه الطلب المتزايد على الوقود الأزرق الأكثر صداقة للبيئة في مشاريع الصناعات التحويلية بالمملكة في مجال البتروكيماويات والمعادن وإنتاج الكهرباء والمياه المحلاة التي تعتمد بصورة رئيسة على وقود الغاز لتغذية مرافقها الصناعية.