واصلت القوات الأمنية التقدّم نحو مركز مدينة الرمادي، وتمكّنت من السيطرة على بلدات كانت بيد «داعش»، فيما شرع مقاتلو التنظيم في استخدام شبكة من الأنفاق في المدينة للمناورة وفك الحصار المفروض عليه منذ أسابيع، وسط مغادرة مئات العائلات المدينة. واستطاعت القوات الأمنية منذ الأسبوع الماضي، تحقيق تقدّم كبير في جبهة الرمادي التي تقودها قوات مكافحة الإرهاب ووحدات من الجيش ومقاتلو العشائر، فيما تستعد قوات «الحشد الشعبي» لتنفيذ عملية عسكرية في الفلوجة، جنوب الرمادي. وقال سلمان الفهداوي، أحد القادة الميدانيين لمقاتلي العشائر جنوب الرمادي، ل «الحياة» أمس، أن «تعزيزات عسكرية وصلت إلى المدينة أمس، لمواصلة الضغط المفروض على تنظيم داعش الذي بات محاصراً من جميع المنافذ». وأضاف أن «قوات مكافحة الإرهاب تمكّنت من تحرير منطقة البو مرعي وأصبحت على مشارف منطقة البو حياة غرب الرمادي، فيما أكملت القوات الأمنية المكلّفة بالجبهة الشمالية من المدينة مهمتها بالوصول إلى نهر الفرات الذي يبعد أمتاراً من مركز المدينة». وأشار الفهداوي إلى أن «عناصر داعش تستخدم شبكة من الأنفاق داخل الرمادي للتنقل بين مناطقها ومهاجمة القوات الأمنية». وأوضح أن «بعض هذه الأنفاق يربط مركز المدينة بأطرافها، وهناك مخاوف من التفاف داعش على قوات الأمن». ولفت إلى أن «مقاتلي العشائر يمتلكون خبرة ومعلومات عن الأنفاق وأماكنها جاءت من القتال الذي دار قبل سقوط الرمادي بين العشائر وبين التنظيم طيلة 16 شهراً، حيث استخدم التنظيم الأنفاق لضرب العشائر خلف ظهرها، وهي من العوامل التي أدت إلى سقوط المدينة بيد داعش الصيف الماضي». وزاد أن «مقاتلي العشائر يرافقون القطعات الأمنية ويقومون بمهام لوجستية في كشف العبوات الناسفة والأنفاق وتدميرها، بالتنسيق مع قيادة عمليات الأنبار التي تمتلك المعدات اللازمة لتفجير الأنفاق». إلى ذلك، قال ضابط في «قيادة عمليات الأنبار» ل «الحياة»، أن المئات من العائلات داخل الرمادي تمكّنت من مغادرة المدينة باتجاه قطعات الجيش المحيطة، وتم نقلها إلى ناحية الحبانية لإيوائها. وأضاف أن «اتصالات جرت مع عدد من العائلات المحاصرة داخل المدينة لإبلاغها بالطرق الآمنة التي تسلكها للمغادرة، كما علمنا أن داعش أجلى عناصره من مقراته وأعاد انتشارهم»، مؤكداً أن «مقاتلين أجانب ما زالوا داخل المدينة ويقاتلون بشدة». وأعلنت قيادة العمليات المشتركة في بيان حول حصيلة العمليات في الأنبار، أن «القوات الأمنية صدّت هجوماً لعناصر داعش في منطقة البو فراج شمال الرمادي، التي تم تحريرها أخيراً، وأسفر ذلك عن إصابة عدد من عناصر الجيش، فيما فشل التنظيم في إيصال عجلات مفخخة إلى جسر الجرايشي في المنطقة». وأضاف البيان أن «قطعات المحور الشرقي تمكّنت من تدمير عجلة تحمل عناصر إرهابية في منطقة حصيبة الشرقية، بعد أن تم استهدافها بواسطة صاروخ». وأشار إلى أن «جهاز مكافحة الإرهاب نفّذ عملية أمنية في منطقة تقاطع السكرية قرب ناحية الصينية بقيادة جهاز مكافحة الإرهاب، وتم قتل العشرات من داعش». وأشار إلى أن «قطعات قيادة عمليات الجزيرة واصلت تطهير المنازل ورفع العبوات الناسفة وفتح الطرق للأماكن المحررة في منطقة البو حياة». وفي الفلوجة جنوب الرمادي، أعلنت «سرايا الجهاد»، أحد فصائل «الحشد الشعبي»، في بيان أمس، أن قواتها «خاضت اشتباكات عنيفة مع عصابات داعش أثناء تعرّضها على خط الصد الأول في منطقة الحيدان الواقعة بين السجر والكرمة في الفلوجة». وأضافت أن «القوات استطاعت صد التعرض وقتل خمسة إرهابيين، واستولت على عدد من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة خلّفها العدو في أرض المعركة». وأشارت إلى أن قوات مشتركة من الجيش و «الحشد الشعبي» نفذت أمس، عملية عسكرية في محيط قضاء الكرمة لملاحقة عناصر «داعش» الذين يستغلون طبيعة المدينة الزراعية للتسلّل ومهاجمة قوات الأمن.