عقد مسؤولون في محافظة الأنبار سلسلة اجتماعات خلال الساعات ال24 الماضية لتدارك الموقف في مدينة الرمادي شبه المحاصرة من تنظيم «داعش»، شملت أعضاء في الحكومة المركزية والسفارة الأميركية وضباطاً من التحالف الدولي، فيما تعرّضت مناطق داخل المدينة أمس إلى قصف كثيف من قوات التحالف، بالتزامن مع إرسال الحكومة العراقية تعزيزات عسكرية. (للمزيد) وتسعى القوات العراقية، مدعومة بغطاء جوي كثيف للقوات الأميركية، لإنقاذ الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار، من السقوط بأكملها بيد تنظيم «داعش» الذي تمكّن خلال اليومين الماضيين من السيطرة على مناطق استراتيجية أتاحت له فرض حصار على المدينة التي تضم مبنى المحافظة ومقار قيادة العمليات العسكرية الحكومية. وجرت لقاءات مستعجلة في ساعة متأخرة من ليل أول من أمس بين مسؤولي الأنبار ونوابهم مع نائب رئيس الوزراء صالح المطلك ووزير الدفاع خالد العبيدي لمناقشة التطورات الخطيرة في الرمادي، فيما طالب شيوخ عشائر إشراك «الحشد الشعبي». ومن جانبه أجرى رئيس الوزراء حيدر العبادي، الذي يتوجه غداً إلى واشنطن لإكمال صفقات أسلحة، لقاء مع محافظ الأنبار وعدد من المسؤولين المحليين الليلة قبل الماضية لمناقشة تطورات الأوضاع في الرمادي، فيما ضم اجتماع المطلك، بالإضافة إلى وزير الدفاع، كلاً من محافظ الأنبار ورئيس مجلسها ونواباً ووزراء الأنبار لبحث التطورات، وللعمل على منع سقوط المدينة بيد «داعش». وقال ضابط كبير في «قيادة عمليات الأنبار» ل «الحياة» أمس، إن «داعش» تمكّن من احتلال مناطق جديدة في المحافظة، مثل منطقة البوفراج حيث فجّر جسرها لمنع تقدم القوات العراقية، مشيراً إلى أن البوفراج منطقة استراتيجية تقع على خط الإمدادات بين بغداد والرمادي، كما سيطر أمس «داعش» أمس على منطقة الملاحمة. وأضاف الضابط أن «تعزيزات عسكرية عاجلة وصلت إلى الرمادي قبل ساعات، ضمت ثلاثة أفواج مدرعة تابعة للجيش وفوجاً من جهاز مكافحة الإرهاب وفوجين من الشرطة الاتحادية». كما أكد أن نحو 500 عنصر من أبناء العشائر أعلنوا مشاركتهم في المعارك لحماية المدينة، وتم الاتفاق على مرافقتهم القوات الأمنية أثناء سير المعارك في شمال الرمادي. وقال عبد المجيد الفهداوي أحد شيوخ الأنبار ل «الحياة»، إن عدداً من شيوخ الرمادي أعلنوا موافقتهم على مشاركة «الحشد الشعبي» في القتال، مضيفاً أن عدم مشاركتهم كان وراء الانتكاسة الأخيرة بسبب اعتراضات بعض الجهات على دخولهم الأنبار. وتوقع الفهداوي مشاركة «الحشد الشعبي» في المعارك خلال اليومين المقبلين «بعد وعود وردتنا من قادة في الحشد بتقديم الدعم والإسناد في معركة تحرير الأنبار». وأفادت مصادر أمنية أن «داعش» واصل عمليات إعدام واسعة بين صفوف السكان في منطقتي البوفراج والملاحمة من عناصر الشرطة المحلية و «الصحوات» وعدد من شيوخ القبائل بتهمة التعاون مع القوات الحكومية. وأعلن رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت أمس، عن إنشاء صندوق لجمع التبرعات من التجار والمسؤولين لشراء الأسلحة لمقاتلي العشائر.