بدأ تنظيم «داعش» في الأنبار، بتنفيذ خطة لمواجهة الهجوم المتوقع للجيش و «الحشد الشعبي» على مدينة الفلوجة خلال أيام، من أبرز بنودها اعتقال عدد من رجال الدين وشيوخ عشائر ومنع الأهالي من مغادرة المدينة وتعطيل الاتصالات. وتحدثت مصادر عن استئناف قصف الجيش للمدينة أمس، بعد قرار من رئيس الوزراء حيدر العبادي، بوقفه في أعقاب مقتل وإصابة العشرات من الأهالي العزل بسبب عشوائية القصف. وقال محمد الجميلي، أحد شيوخ عشائر الفلوجة، في اتصال مع «الحياة»، إن تنظيم «داعش شرع بوضع خطة لمواجهة الهجوم المرتقب للجيش على المدينة تضمنت إجراءات عقابية للسكان، بينها إطفاء التيار الكهربائي ليلاً لمنع الطائرات من رصد حركة مسلّحي التنظيم». وأضاف الجميلي، الموجود في ناحية عامرية الفلوجة التي تسيطر عليها القوات الحكومية، أن عناصر من «داعش» اعتقلوا عدداً من رجال الدين وشيوخ العشائر بتهمة إجراء اتصالات هاتفية مع مسؤولين محليين في مجلس المحافظة، وقادة أمنيين ورجال دين في بغداد، ثم أطلقوا سراح عدد منهم وأبقوا على آخرين. وأشار إلى أن التنظيم شدّد إجراءاته على المدينة منذ أسبوع، ومن أبرز القرارات التي اتخذها التنظيم، منع الأهالي من مغادرة المدينة تحت أي ذريعة، بعد أن كان سابقاً يسمح لهم بالمغادرة بعد أخذ ضمانات بالعودة. ولفت الجميلي إلى أن التنظيم ينقل ترسانته العسكرية إلى أحياء مأهولة بالسكان، بعد أن كان يلجأ إلى أحياء فارغة تماماً شرق المدينةوجنوبها، ويستخدمها كمقرات لعناصره وأسلحته. وكانت الحكومة المركزية فتحت معابر عدة من الفلوجة، وحضّت السكان على مغادرة المدينة قبل انطلاق عملية عسكرية واسعة على الفلوجة، بعد إكمال القوات الأمنية وفصائل «الحشد الشعبي» وعشائر محاصرتها من جميع الاتجاهات. وقال عبدالمجيد الفهداوي، أحد شيوخ الرمادي، ل «الحياة»، إن اتصالات سرية وردت من داخل الفلوجة تؤكد أن الفصائل المسلّحة من غير «داعش» لن تشارك في محاربة القوات الأمنية. وأوضح الفهداوي أن قادة وأعضاء في فصائل مسلّحة موجودة في الفلوجة لم تبايع «داعش»، أكدوا أنهم لن يشاركوا مع التنظيم في أي عملية عسكرية ضد القوات الأمنية، وتم توثيق هذه الاتصالات للاستفادة منها بعد تحرير المدينة والإمساك بالأرض ومعرفة عناصر التنظيم من غيرهم. إلى ذلك، أعلن مصدر أمني في «قيادة عمليات الأنبار»، أن القوات الأمنية المشتركة تمكّنت أمس، من صدّ هجوم عنيف ل «داعش» على نقطة تفتيش أمنية عند المدخل الرئيس لجزيرة البو هزيم في قضاء الخالدية شرق الرمادي، ما أسفر عن مقتل أربعة انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة. وأضاف أن القوات الأمنية عزّزت وجودها في منطقة البو هزيم ومناطق الخالدية، تحسباً لوقوع هجمات محتملة للتنظيم، خصوصاً أن الخالدية تمثّل منطقة استراتيجية مطلّة على الفلوجة ويسعى التنظيم الى السيطرة عليها. وأعلن مجلس محافظة الأنبار في بيان أمس، وصول قطعات من الجيش و «الحشد الشعبي» والشرطة الاتحادية إلى قاعدة الحبانية جنوب شرقي الرمادي، قبل أن يتم توزيعها على جبهتي الخالدية والفلوجة. وأعلن فصيل منظمة «بدر»، أحد فصائل «الحشد الشعبي»، وصول تعزيزات من مقاتليه إلى أطراف ناحية الصقلاوية التي شهدت الأسبوع الماضي، معارك عنيفة مع «داعش» الذي يسيطر على الناحية منذ شهور. كما أعلن فصيل «سرايا السلام» التابع للتيار الصدري، مشاركته في معارك تحرير ناحية الكرمة، شمال الفلوجة. وأعلنت خلية الإعلام الحربي التابعة للحكومة، أن قوات من الشرطة الاتحادية استدرجت عناصر من «داعش» إلى كمين في قاطع حصيبة منطقة المضيق، وأطبقت عليهم بالمدفعية والصواريخ، ما أدى إلى «مقتل أكثر من 20 إرهابياً وتدمير سبع آليات ملغمة مختلفة».